أجرى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وضيفه الرئيس السوري بشار الأسد في عمان امس مباحثات تركزت على آليات تفعيل التعاون الثنائي والجهود المبذولة لتعزيز التضامن العربي وبلورة موقف عربي موحد للتعامل مع القضايا الإقليمية ومواجهة التحديات المشتركة. وقال بيان للديوان الملكي عقب الزيارة ان الزعيمين «أكدا حرصهما على تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في جميع المجالات بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين». وقالت مصادر اردنية رسمية ل «الحياة» ان المحادثات «لم تتطرق الى تفاصيل الملفات العالقة بين البلدين لكنها تناولت العموميات، حيث ركز الجانبان على ضرورة حل القضايا العالقة كافة وتفعيل التعاون ضمن رؤية تستهدف تحسين العلاقات الثنائية على اسس متينة وفاعلة». واعتبرت المصادر ان «الزيارة كانت ايجابية وجرى خلالها حوار صريح»، وان الاردن يأمل في ان تفتح الزيارة الاولى للرئيس السوري الى عمان منذ خمس سنوات «آفاقا جديدة لحلحلة الملفات العالقة بين البلدين وخصوصاً الخلاف المائي والشكوى الاردنية الدائمة من قلة تدفق المياه في حوض نهر اليرموك نتيجة حفر الآبار السورية التي قللت للعام الثاني على التوالي من كميات المياه المسالة الى سد الوحدة الاردني الذي لم تصل نسبة التخزين فيه الى 10 في المئة من حجم استيعابه الكلي، اضافة الى تسريع الخطوات السورية لتنفيذ اتفاق ترسيم الحدود بين البلدين». واكدت المصادر الاردنية ان البلدين حلا خلافاتهما في الجانب الامني منذ فترة حيث تم وضع «آلية نشطه لتبادل المعلومات خففت من الاختراقات الامنية بين البلدين». وقال البيان الاردني الرسمي ان الزعيمين اللذين عقدا اجتماعا ثنائيا تبعته محادثات موسعة، شددا على «ضرورة تنقية الأجواء العربية وتعزيز التضامن العربي على أسس فاعلة تخدم المصالح العربية وتعزز قدرة الدول العربية على مواجهة التحديات». وأطلع الرئيس السوري الملك عبدالله الثاني على نتائج القمة الرباعية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في 11 الشهر الحالي بحضور قادة مصر وسورية والكويت. وجدد العاهل الاردني والرئيس السوري تأكيد «أهمية تحقيق التوافق الفلسطيني الذي تفرضه المصلحة الوطنية الفلسطينية من أجل توظيف كل الجهود والطاقات لتلبية الحقوق الفلسطينية المشروعة، وخصوصاً حقهم في إقامة الدولة المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني». وبحثا «الخطوات المطلوبة لتحقيق السلام الشامل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وعلى أساس تلبية الحقوق العربية كافة وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة». وتطرقت المحادثات التي تخللتها مأدبة غداء أقامها العاهل الاردني على شرف ضيفه، إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك «وسبل التعامل معها وفق رؤى وبرامج قادرة على خدمة القضايا العربية في ضوء ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية من تطورات». وحضر اللقاء رئيس الوزراء الاردني نادر الذهبي ورئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي ومستشار الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة ونظيره السوري وليد المعلم. وكان الملك عبدالله في مقدم مودعي الرئيس السوري في مطار ماركا في ختام زيارته للمملكة. وفي دمشق، افاد ناطق رئاسي سوري بأن الرئيس الاسد والملك عبدالله «استعرضا العلاقات الأخوية بين سورية والأردن وسبل تعزيزها في جميع المجالات» وبحثا في «التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة في الدوحة، حيث أعربا عن أملهما في أن تخرج القمة بقرارات ترتقي إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية». وزاد: «تناول الحديث الأجواء الإيجابية السائدة في العلاقات العربية - العربية والجهود التي تبذل لتنسيق المواقف تجاه القضايا العربية الجوهرية، حيث أكد الرئيس الأسد والملك الأردني ضرورة بذل كل جهد ممكن في سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية بما يخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني».