أعلنت مجموعة "كورال اويل" السعودية - السويدية تحقيق أرباح صافية في المغرب بلغت في مجموعها 916 مليون درهم 90 مليون دولار بزيادة 11 في المئة على عام 1997، ما جعلها في المركز الثالث بعد مجموعتي "أونا" و"الشركة الوطنية للاستثمار". وبلغت أرباح "لاسمير" 570 مليون درهم وأرباح "الشريفة للبترول" 346 مليون درهم. واستقبلت بورصة الدار البيضاء نتائج "كورال" السنوية ومشروعها الاندماجي في المغرب بارتياح، وحققت أسهم "لاسمير" و"الشريفة للبترول" التابعتين للمجموعة، نمواً بلغ نحو خمسة في المئة في وقت تراجع المؤشر العام للبورصة إلى دون ستة في المئة منذ مطلع السنة. وقررت المجموعة توزيع عوائد الأسهم على المساهمين بواقع 54 درهماً للسهم الواحد نحو ستة دولارات وفي إحدى أكبر العمليات مردودية في سوق المغرب الذي سجل تباطؤاً في أرباح الشركات المدرجة في البورصة. وتذخل "كورال" حالياً مرحلة التوسع في السوق المغربية بعد تأكيد اعلان دمج وحداتها في مجال التكرير والغاز والاستعداد لاستثمار 500 مليون دولار لتطوير قطاعات الطاقة وتوزيع المحروقات والاكتشافات النفطية ضمن تحالفات لم تُعلن عنها. ومن المنتظر الاعلان رسمياً عن دمج "لاسمير" و"الشريفة للبترول" في 24 يونيو حزيران المقبل خلال اجتماع استثنائي لمجلس الإدارة في أكبر عملية من نوعها يشهدها قطاع الطاقة في المغرب، ما يؤسس لقيام عملاق نفطي يُنتج نحو ستة ملايين طن من المحروقات ويتحكم بنحو 20 مركزاً لتعبئة الغاز المسال والبروبان، إضافة إلى تأكيد ريادتها في مجال تصنيع زيوت المحركات والشحوم الاصطناعية. وستتم مبادلة الأسهم والاصول ورفع قيمة رأس المال، بحيث تتملك "لاسمير"، التي تحتفظ باسم الشركة الجديدة، نسبة 7.86 في المئة و"الشريفة للبترول" التي ستصفى نسبة 3.13 في المئة. وقالت مصادر في "لاسمير" إنها ستزيد رأس مالها بنحو 157 مليون درهم 16 مليون دولار من خلال إصدار 915.578.1 مليون سهم جديد بقيمة مئة درهم للسهم استعداداً للمرحلة المقبلة التي ستشهد احتدام المنافسة وإلغاء الرسوم الجمركية وانفتاح السوق المحلية ودخول عملاء جدد. وفوض مجلس الإدارة كلاً من السادة عبدالرفيع منجور مغربي وجمال محمد باعامر سعودي صلاحيات تنفيذ عمليات دمج الشركتين والترتيبات الإدارية المصاحبة ومنها نقل 6.2 بليون درهم من أصول "الشريفة للبترول" إلى "لاسمير" التي ستتحمل بدورها حسابات سلبية بقيمة 4.1 بليون درهم. وستسفر العملية عن ذوبان "الشريفة للبترول" التي تأسست عام 1929. وكانت أول مكتشف للنفط في منطقة سيدي قاسم التي تملك فيها ثاني أكبر مصفاة لتكرير النفط. وستحصل "كورال"، وفق خطة الدمج الجارية، على ميناء نفطي في المحمدية شمال الدار البيضاء، هو الأكبر من نوعه في شمال غربي افريقيا وباستطاعته استقبال ناقلات نفط عملاقة، كما تحصل على مصفاتين للتكرير في المحمدية وسيدي قاسم يربط بينهما انبوبان للنفط بطول 300 كلم كان البنك الإسلامي للتنمية منح قروضاً في شأنها بقيمة 40 مليون دولار. وساتوافر ل"كورال" مراكز لتعبئة الغاز في شمال البلاد وجنوبه بعضها قريب من موقع انبوب غاز المغرب العربي - أوروبا الذي ينقل 10 بلايين متر مكعب من الغاز الجزائري ما يجعل "كورال" تهتم بتطوير هذا النوع من الشراكة المغربية - الجزائرية. وتدرس وزارة الطاقة المغربية مشروعاً موّله البنك الدولي لايصال الغاز السائل إلى البنايات الحديثة، وهو مشروع قد تكون "كورال" في مقدم المستفيدين منه. ويعتقد مراقبون، استناداً إلى نجاح مشاريع "كورال" في المغرب، ان الاستثمارات السعودية حققت أكبر مردودية اقتصادية من دخولها قطاع التخصيص المغربي قياساً إلى مثيلاتها الأوروبية بما في ذلك قطاع المصارف والصناعات الانتاجية. يذكر ان "كورال" تملكت غالبية أسهم "لاسمير" و"الشريفة للبترول" عام 1997 بمبلغ قارب نصف بليون دولار. وأظهرت احصاءات مغربية ان السعودية تمثل أهم شريك تجاري عربي للمغرب مبادلات بقيمة 1.1 دولار، وأكبر مستثمر عربي 550 مليون دولار عام 1997. وتستورد الرباط نحو نصف استهلاكها من الطاقة من السعودية بقيمة 500 مليون دولار، كما تستورد منها مادة حامض الكبريت الخام المستخدم في انتاج الحامض الفوسفوري المصدر إلى الهند 450 مليون دولار. وفي المقابل، استوردت السعودية ما قيمته 600 مليون دولار من الحامض الفوسفوري، والملابس الجاهزة والأحذية والعطور والمواد الاستهلاكية والخضروات والفاكهة الجافة. وتحتل السعودية قائمة زبائن المغرب في هذه المواد متبوعة بليبيا.