اسفر الصراع "القبلي" في أروقة السلطة في روسيا عن اسناد منصب النائب الأول لرئيس الوزراء الى وزير المال ميخائيل زادورنوف. واكد رئيس الوزراء سيرغي ستيباشين ان تشكيلة الحكومة ستكتمل بعد أيام وسيحتفظ 14 عضواً في حكومة سلفه يفغيني بريماكوف بحقائبهم. عقد رئيس الوزراء الروسي سيرغي ستيباشين سلسلة اجتماعات أمس الثلثاء مع الرئيس بوريس يلتسن الذي يمضي اجازته في مصيف سوتشي على البحر الاسود، وأثار استغراب وسائل الاعلام ان نيكولاي اكسيونينكو الذي كان عين نائباً أول لرئيس الحكومة، سبق ستيباشين الى سوتشي، ما دفع المعلقين الى افتراض ان الثري اليهودي بوريس بيريزوفسكي، الذي يعد "عراب" اكسيونينكو أوفد الأخير الى ساحل البحر للحيلولة دون اسناد منصب النائب الأول لرئيس الحكومة والمشرف على القطاع المالي والاستراتيجية الاقتصادية الى الكسندر جوكوف الذي تربطه علاقات وثيقة مع خصوم بيريزوفسكي. وكان ستيباشين صرح قبل ساعات من توجهه لمقابلة الرئيس انه سيصر على ترشيح جوكوف. الا انه ذكر امس ان الأخير سيواصل عمله كرئيس للجنة الموازنة في مجلس الدوما و"يتعاون" مع زادورنوف لاستحصال موافقة البرلمان على مجموعة من القوانين التي اشترط صندوق النقد الدولي اقرارها لمنح روسيا قروضاً. وتعد ترقية زادورنوف "ترضية" لكتلة "يابلوكو" الاصلاحية المعتدلة التي كان الأخير عضواً فيها قبل تعيينه وزيراً للمال في حكومة فيكتور تشيرنوميردين عام 1997. وبعد سقوطها، احتفظ بمقعده في وزارتي سيرغي كيريينكو ويفغيني بريماكوف وتولى الإشراف على المفاوضات مع المؤسسات المالية العالمية. واعيد تعيين فالنتينا ماتفيينكو نائبة لرئيس الوزراء ومشرفة على الشؤون الاجتماعية، على رغم ان كثيرين يعدونها من "جناح بريماكوف". وللمرة الأولى لم يسند منصب نائب رئيس الحكومة الى ممثل عن الحزب الزراعي واختير لهذه المهمة وكيل وزارة الزراعة الحالي فلاديمير شيرباك. وكان يلتسن أصدر سابقاً مراسيم تقضي باستمرار وزراء الدفاع والخارجية والعدل في مهماتهم وعين لوزارة الداخلية فلاديمير روشايلو الذي اعتبره الاعلام من أهم "ركائز" بيريزوفسكي. ورغم احتفاظ رمضان عبداللطيفوف بمقعد في الحكومة فإن المسلم الوحيد في الوزارة سيظل من دون حقيبة بعد ان ألغيت وزارة شؤون القوميات ودمجت مع وزارة الاقاليم وكلف بإدارة الهيكلية المستحدثة فياتشيسلاف ميخايلوف احد "التكنوقراطيين" القلائل الذين عاصروا وزارات عديدة. ويوحي اقصاء بوريس باستوخوف عن وزارة شؤون الكومنولث بأن الكرملين قرر اتباع سياسة "لينة" حيال دول الجوار، خصوصاً وان المنصب أوكل الى نائب وزير الخارجية السابق ليونيد دراتشيفسكي "المقبول" لدى الكثيرين من قادة دول القوقاز. وتعاملت الأسواق في صورة ايجابية مع التعيينات الجديدة اذ طرأ ارتفاع سريع على سعر الروبل في مقابل الدولار الاميركي. وعلى الصعيد السياسي اكد الحزب الشيوعي في بيان على ان التشكيلة الوزارية هي "انتصار" لبيريزوفسكي.