أكد أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح أن بلاده تقف الى جانب لبنان، في حين شجع رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص المستثمرين الكويتيين على الاستثمار في لبنان. التقى الشيخ الصباح ظهر أمس الرئيس الحص الذي نقل اليه تحيات رئيس الجمهورية اميل لحود والشعب اللبناني. وعرض معه الوضع اللبناني بدءاً من الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وصولاً الى الحال الاقتصادية والتدابير التي تتخذها الحكومة لتنشيط الوضع الاقتصادي. ورحب أمير الكويت بالحص وقال "انك في بلدك الثاني الكويت، الذي لا يمكن أن ينسى لبنان، الصوت الأول الذي ارتفع لإدانة غزو الكويت". وأضاف ان "التعاون بين لبنانوالكويت قائم ومستمر". وحضر اللقاء ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح والوفد اللبناني المرافق للرئيس الحص. ثم عقدت خلوة بين الحص وولي العهد أعقبتها محادثات رسمية في اجتماع موسع حضره عن الجانب اللبناني الوفد المرافق، وعن الجانب الكويتي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء السيد عبدالعزيز الدخيل ومستشار ولي العهد رئيس مجلس الوزراء دار العثمان وزير التجارة هشام العتيبي والمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية بدر الحميضي ووكيل وزارة الخارجية سليمان الشاهين ووكيل ديوان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حمود العتيبي والسفير الكويتي في لبنان محمد سعد الصلال. وقال ولي العهد "ان الكويت لا تنسى كلمة لبنان الشجاعة التي أطلقها الرئيس الحص بإدانة الغزو العراقي، ونحن مع لبنان ومع كل ما يطلب، لأننا لا ننساه خصوصاً أنه ربط مصيره بمصير الكويت نظراً الى أوجه الشبه بينهما، وسنقف الى جانبه دائماً لأننا نعتبر هذا من واجبنا، نحن مع لبنان في تنفيذ القرار الدولي الرقم 425، وفي التزام وحدة المسارين اللبناني والسوري، ونحن معه على الصعيد الاقتصادي، ولا يمكن أن نقف موقف المتفرج في أي قضية تتعلق به". ورد الحص شاكراً الحفاوة ومنوهاً باستقبال الكويت جالية لبنانية كبيرة ومعاملتها معاملة جيدة من دون أي تفريق بينها وبين أي كويتي. ثم عرض الوضع في الجنوب والبقاع الغربي ومعاناة المواطنين هناك من جراء الاعتداءات الإسرائيلية اليومية. وقال ان "لبنان متمسك بالقرار 425 وبكل القرارات الدولية ويطالب بتنفيذها بحذافيرها". وأعلن "ان لبنان مع عودة الأسرى الكويتيين، ويتفهم موقف الكويت من هذه القضية خصوصاً لأن له أسرى عند اسرائيل، وأعلن "ان لبنان ضد التهديدات لأي دولة عربية". وعرض الوضع الاقتصادي اللبناني والإجراءات التي تتخذها الحكومة لتنشيط هذا الوضع، منتهياً الى القول "ان وحدة المسارين اللبناني والسوري هي قوة للبنان ولسورية في آن واحد، وان تجربة انفراد لبنان في العام 1983 أدت الى الاتفاق المشؤوم المعروف باتفاق 17 أيار مايو، وهذه تجربة لن تتكرر". وختم "انني في الكويت أعتبر نفسي في بلدي وبين أهلي واخواني، ونأمل بأن نستقبل في لبنان الأخوة الكويتيين هذا الصيف، وأن نستقبل كذلك المستثمرين الذين يجدون المجالات الواسعة للاستثمار". والتقى الحص في مقر اقامته في قصر "بيان" مساء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد ووزير المال الشيخ علي سالم الصباح وسيعقد اليوم اجتماعات مع رئيس غرفة التجارة والصناعة في الكويت وأعضائها وعدد من المستثمرين الكويتيين، ويلتقي المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بدر الحميض. وكان الحص صرح لوكالة الأنباء الكويتية أول من أمس أنه سيعرض على الجانب الكويتي الموقف اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب والاعتداءات المستمرة على الشعب اللبناني. وسيطلب دعم الكويت في المحافل الدولية، وكذلك المسائل الاقتصادية ومشاريع الحكومة اللبنانية للانماء والإعمار.