قابل رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، كما أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تناولت العلاقات بين لبنان والسعودية، بالإضافة الى المستجدات العربية والدولية. وأكد الحص لپ"الحياة" ان الحكومة اللبنانية "تعوّل كثيراً على الاستثمارات العربية". وكان وصل الى الرياض أمس على متن طائرة خاصة وضعها في تصرفه الملك فهد، وزيارته السعودية هي أول تحرك خارجي له منذ تشكيله الحكومة اللبنانية الجديدة مطلع كانون الأول ديسمبر الماضي. وصرح الحص الى "الحياة" بأنه اطلع الملك فهد والأمير عبدالله على "الهمّ الجنوبي وموقفنا من الاحتلال الاسرائيلي للأراضي اللبنانية، وسياسة العهد الجديد والحكومة اللبنانية، خصوصاً في مجالات الإنماء والإعمار والاقتصاد". ونوّه بپ"مواقف السعودية الى جانب لبنان في كل الأوقات"، مؤكداً "عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين وشعبيهما". ووصف محادثاته في الرياض بأنها "ايجابية وطيبة"، ولفت الى "حاجة لبنان الى دعم الدول العربية في المحافل الدولية في مسألة الجنوب، وكذلك دعم الدول الكبرى كي تضغط على اسرائيل وبالتالي سحب قواتها من كل الأراضي التي تحتلها في لبنان، وفقاً للقرار 425". وأشار الى انه عرض خلال المحادثات "تطورات عملية السلام العربية - الاسرائيلية وموقف لبنان منها"، مجدداً إلتزام لبنان "وحدة مساره مع سورية في العملية السلمية". وأقام الملك فهد مساء مأدبة عشاء تكريماً لرئيس الحكومة اللبنانية، تخللتها محادثات بينهما. وحضر لقاء الحص والأمير عبدالله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والمستشار في ديوان ولي العهد الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ابراهيم العنقري، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان ووزير المال والاقتصاد الوطني الدكتور ابراهيم العساف. وقالت مصادر ديبلوماسية ان السعودية اكدت للحص "تأييدها الكامل للبنان". واتصل الحص برئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود واطلعه على محادثاته مع الأمير عبدالله و"الاجواء الايجابية التي سادتها"، فيما اكد الأمير سعود الفيصل، في حديث الى "الوكالة اللبنانية للاعلام" ان المملكة "تتطلع الى استمرار التعاون مع لبنان، وهي تعوّدت ان يكون التنسيق والتشاور الدائمان الركيزة في التعامل بين بلدينا". وشدد على تنفيذ القرار 425 من دون قيد، رافضاً اي شرط تفرضه اسرائيل لتطبيق القرار. وسيلتقي رئيس الحكومة اللبنانية اليوم رجال الاعمال السعوديين في الغرفة التجارية والصناعية في الرياض. وسألت "الحياة" الحص عن الرسالة التي سيحرص على نقلها اليهم فأجاب: "سنضعهم في صورة السياسة الاقتصادية العامة اللبنانية وثوابتها، والمناخ الايجابي للاستثمارات الخارجية. فنحن حريصون على الاستثمارات ونعول كثيراً على الاستثمار العربي". وكان أكد انه لن يطلب من المملكة مساعدات معينة للبنان، وأوضح انه سيزور مصر في 20 الشهر الجاري وان موعد زيارته للكويت لم يتحدد بعد.