يبدأ وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل من القاهرة غدا السبت جولة عربية واوربية. واوضح اسماعيل إنه سيجري في القاهرة محادثات مع نظيره المصري السيد عمرو موسى في شأن تطبيع العلاقات بين البلدين. وتحدث اسماعيل في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التشادي السيد محمد صالح النضيف الذي يزورالخرطوم عن عدد من القضايا شملت العلاقات مع مصر وسبل تحسينها، ومعاودة المفاوضات مع "الجيش الشعبي لتحرير السودان" في نيروبي الشهر المقبل، وقرب توقيع الخرطوم اتفاق حظر الاسلحة الكيماوية. ورحب اسماعيل باعلان اريتريا عزمها على إعادة السفارة السودانية في اريتريا الى الحكومة السودانية بعدما كانت منحتها مقراً لقيادة المعارضة السودانية. واعتبر أن اعادة السفارة "جزء من القضايا المطروحة، وما لم تحسم كل القضايا فلن يتم التطبيع الكامل". معرباً عن أمله في أن يتم ذلك في اجتماع وزاري مقرر الشهر المقبل في الدوحة. وعن العلاقات مع مصر قال اسماعيل:"آمل في ان تؤدي محادثاتي في القاهرة الى تطبيع علاقاتنا". وكان وزير الخارجية المصري اكد في 9 أيار مايو الجاري ان الاتصالات كثفت بين القاهرةوالخرطوم من اجل تحسين العلاقات بين البلدين وان "خلف النشاط الديبلوماسي رغبة جدية في اقامة علاقات راسخة وبناءة" لدى البلدين الجارين. إلى ذلك، قال وزير الخارجية السوداني انه يتوقع استئناف المفاوضات مع المتمردين في نيروبي في حزيران يونيو المقبل برعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد التي تضم جيبوتي والصومال واريتريا واثيوبيا وكينيا والسودان واوغندا. واضاف اسماعيل أن الحكومة الكينية "ستحدد الموعد عبر مشاورات تجريها مع الاطراف المعنية". وشدد على ان الحكومة تلتزم احترام اتفاق وقف النار الجزئي الساري في ولاية بحر الغزال وعدم القيام باي عمل عسكري حتى موعد انعقاد الجلسة المقبلة للمفاوضات، لكنه اتهم "الجيش الشعبي" ب"حشد الجنود حول واو"، المدينة الرئيسية في الولاية. يذكر ان الخرطوم ارجأت جولة مفاوضات كانت مقررة في 20 الشهر الماضي في نيروبي بعد مقتل ثلاثة موظفين كانوا يعملون مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنوب البلاد على أيدي المتمردين. من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية السوداني أن بلاده مستعدة لتوقيع اتفاق حظر الاسلحة الكيماوية قريبا، مؤكداً أن السودان لا يملك اسلحة كيماوية. واضاف الوزير السوداني ان بلاده لم ترغب في توقيع الاتفاق عقب قصف الولاياتالمتحدة مصنعاً للأدوية في الخرطوم في آب أغسطس الماضي. واتهمت واشنطنالخرطوم بانتاج مواد تستخدم لانتاج اسلحة كيماوية في هذا المصنع الأمر الذي نفته الخرطوم بشدة وطالبت بتحقيق دولي فيه. وقال اسماعيل إن السودان انتهج في السابق الموقف الذي تبنته دول عربية اخرى وهو عدم التوقيع على المعاهدة مادامت اسرائيل لم توقع عليها. واضاف ان بلاده غيرت موقفها نتيجة اتصالات اجرتها معها دول أوروبية. ورداً على سؤال في شأن موعد التوقيع قال الوزير السوداني "دعونا نقول انه قريب جداً".