اعتبر أحد المعتقلين المصريين الاسلاميين في سجن روشستر غرب بريطانيا ان الحديث البريطاني عن محاولات تسليمه مع رفاقه الى السلطات المصرية ليس جدياً، ويحمل "رسائل داخلية" تهدف الى "تخويف الناشطين الاسلاميين في بريطانيا من إمكان ترحيلهم الى بلدانهم الأصلية"، إضافة الى "رسائل خارجية" تأتي في سياق الرد على "الاتهامات" التي توجه الى الحكومة البريطانية من انها "تحمي الارهابيين" وتمنحهم اللجوء السياسي على أراضيها. وقال السيد هاني السباعي ان الحديث عن الضمانات التي تسعى الحكومة البريطانية الى الحصول عليها من الحكومة المصرية "هرطقة قانونية"، وتساءل: "هل تجهل الحكومة البريطانية ان أحكام المحكمة العسكرية، وجاهة أو غيابياً، غير قابلة للاستئناف ولا النقض". وكانت الأجهزة الأمنية البريطانية اعتقلت، الى السباعي، ابراهيم عيدروس وسيد عبدالمقصود وسيد معوض واسامة حسن أحمد في أيلول سبتمبر الماضي في "عملية التحدي" استناداً الى قانون مكافحة الارهاب، إلا انها لم تطلب تقديمهم للمحاكمة لعدم كفاية الأدلة ضدهم، لكنها حولت قضيتهم الى "دائرة الهجرة" التابعة لوزارة الداخلية البريطانية، كونهم من طالبي اللجوء السياسي ولم يبت في طلباتهم. وتعمل دائرة الهجرة، بعدما رفضت منح المعتقلين حق اللجوء، على ترحيلهم. إلا ان الترحيل الى البلد الأصلي أو الى بلد ثالث دونه عقبات قانونية، أهمها الحصول على ضمانات بأن لا تتعرض حياة المرحّل الى الخطر، أو يتعرض الى تعذيب او محاكمة غير عادلة، كما تنص المادة الثالثة من الميثاق الاوروبي لحقوق الانسان الملزمة للحكومة البريطانية. يذكر ان المعتقلين المصريين الخمسة حوكموا في قضية "العائدون من البانيا" في القاهرة أمام محكمة عسكرية أصدرت بحقهم أحكاماً بالسجن تراوح بين المؤبد وخمس سنوات. الى ذلك، ينظم اسلاميون مقيمون في بريطانيا اعتصاماً اليوم أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية احتجاجاً على استمرار احتجاز السلطات البريطانية عدداً من زملائهم، وللمطالبة بعدم ترحيلهم. واصدرت "حركة المهاجرون" بياناً أمس ذكر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية ضد الإسلاميين، وطالبها "بإطلاق سراح سجناء الرأي المعتقلين الإسلاميين" وحذر "من عواقب سجنهم أو تسليمهم". على صعيد آخر، يعقد اليوم في لندن "المؤتمر الثالث للحركات الإسلامية" يتحدث فيه كل من المحامي انجم شودري مدير "حركة المهاجرون" رئيس اتحاد المحامين الإسلاميين، وأمير "تنظيم الخلافة" في باكستان الدكتور سرار أحمد، وأمير "جماعة التوحيد" في بريطانيا شفاية الحق، وأمير "حركة المهاجرون" الشيخ عمر بكري، والأمين العام للمجلس الإسلامي في الهند الدكتور راشد شاذ، ومحمد المسعري، وأمير حركة "انصار الشريعة" "أبو حمزة المصري".