قدمت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، قبل سبعة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا، نفسها اليوم (الأحد)، على أنها «مرشحة الشعب» القادرة على جمع الفرنسيين، لاعطاء صدقية لحزبها ولقدرتها على قيادة البلاد. وقالت رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» في خطاب القته في لقاء لحزبها في فريجوس، جنوب شرقي فرنسا، أمام نحو ثلاثة ألاف شخص «أنا مرشحة الشعب وأريد أن أتكلم معكم عن فرنسا لأنها هي التي تجمعنا». وتطرقت لوبن إلى المواضيع المفضلة لديها مثل الهوية الوطنية والأمن والهجرة والانتماء الأوروبي. وقالت وهي تقف وراء منبر كتب عليه شعارها الجديد «باسم الشعب»، «نريد فرنسا حرة تكون سيدة لقوانينها وعملتها وحارسة لحدودها». وقال نائب رئيسة «الجبهة الوطنية» فلوريان فيليبو إن شعار «باسم الشعب» الذي ظهر اليوم للمرة الاولى هو «موجز ممتاز لمعركتنا». ولم تتطرق لوبن في خطابها إلى حزبها الذي غالباً ما أعطي صورة سلبية من قبل الطبقة السياسية الفرنسية التقليدية. وبدأت خطابها بالقول «أيتها الفرنسيات، أيها الفرنسيون»، متجنبة التوجه في كلمتها إلى أنصارها. كما لم توجه لوبن أي هجوم مباشر إلى منافسيها. وعلى رغم أنها كانت هاجمت الرئيس السابق اليميني نيكولا ساركوزي أمس، والذي اقتبس الكثير من شعارات الحزب اليميني المتطرف، إلا أنها تجنبته اليوم مفضلة عدم الدخول في جدال. ويعتبر الكثير من المراقبين إن حزب «الجبهة الوطنية» يريد أن يقدم نفسه بصورة تكون «الأكثر صدقية» من الآن حتى موعد الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية في نيسان (أبريل) المقبل. وهي النقطة الاساسية التي تريد لوبن التركيز عليها لأن شخصيتها لا تزال خلافية كثيراً في استطلاعات الرأي، رغم التقدم الذي لا يزال يحرزه حزبها منذ سنوات عدة. واذا كانت كل استطلاعات الرأي تؤكد أن مارين لوبن ستنتقل إلى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، فانها بالمقابل تتوقع لها الهزيمة أمام أي مرشح يميني، باعتبار أن مرشح اليمين هو المرجح للانتقال إلى الدورة الثانية معها وليس مرشح اليسار. وقدمت مارين لوبن صورة دراماتيكية للوضع في فرنسا الذي تقول أن الديموقراطية غابت عنه، وبات مثل الدُمية لعبة بايدي أسياده الفعليين في الخارج «بروكسيل وبرلين واشنطن». وعلى وقع هتافات مثل «مارين رئيسة» و«نحن في بلادنا»، عددت لوبن المخاطر التي تواجه فرنسا مثل الهجرة وضياع الهوية، والتعدد الثقافي، وهجمات «النظام» ضد «الفرنسيين الصغار». إلا أنها حرصت في الوقت نفسه على استخدام تعابير تجمع فقالت «بمعزل عن خلافاتنا وتواريخنا الشخصية وافضلياتنا الحزبية، فان فرنسا هي المشترك بيننا». وعن «الحرية» التي تقول لوبن أن على فرنسا العمل لاستعادتها، تطرقت لوبن إلى شارل ديغول الذي أطلق جملته الشهيرة «فرنسا الحرة»، والتي لم تعد اليوم، حسب لوبن، سوى ذكرى.