أُبلغ رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني، رئيس الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني مسؤولين مصريين معنيين بملف السودان موافقة "التجمع" المعارض على ان تتولى مصر البحث عن حل للمشكلة السودانية. وكان الميرغني ترأس اجتماعاً الاثنين الماضي استمر ساعات شارك فيه ممثلون لجميع فصائل التجمع وعرض خلاله مضمون لقاءاته ومسؤولين مصريين. ورأى المجتمعون ان تحرك وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف إيغاد دخل الى طريق مسدود، وان تفعيل مبادرة نائب الرئيس السابق أبيل ألير من شأنه ان يؤدي الى فصل الجنوب، وان اي لقاءات ثنائية جديدة مع الحكومة السودانية من شأنها ان تشرذم "التجمع" وتؤدي الى فقدان الثقة بين "الحركة الشعبية لتحرير السودان" والمعارضة الشمالية. وقال مصدر في المعارضة السودانية ل"الحياة": "من حيث المبدأ نحن لا نعترض على الجلوس مع مسؤول في النظام في السودان برعاية مصرية ومن دون شروط مسبقة". وكان وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وافق على اقتراح القاهرة عقد اجتماع مع المعارضة على أساس قانون التوالي السياسي والدستور الأمر الذي تحفظت عنه المعارضة واعتبرته شروطاً مسبقة. وأضاف المصدر: "أبلغنا المسؤولين المصريين ان دور الوسيط لم يعد كافياً وان مصر شريك في الشأن السوداني يتولى تنسيق المبادرات الاقليمية المطروحة". في غضون ذلك أكدت المعارضة السودانية إتفاقها على عقد اجتماع لهيئة القيادة في اسمرا في السابع من حزيران يونيو المقبل، ويبحث في اربع نقاط هي: مذكرة زعيم حزب الأمة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي عن لقائه مع رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي في جنيف، وتطورات العمل العسكري والتحركات الاقليمية والدولية، وقضايا متعلقة بميثاق "التجمع". من جهة اخرى، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الفريق محمد عثمان ياسين امس ان الحكومة السودانية "ملتزمة تماماً" وقف اطلاق النار الجزئي بين الخرطوم والمتمردين في اقليم بحر الغزال الجنوبي. وجاء الاعلان الجديد بعد إعراب الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان عن قلقه البالغ ازاء تقارير من برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة أفادت تجدد القتال بين الحكومة و"الجيش الشعبي لتحرير السودان". ودعا انان الطرفين الى احترام وقف النار وضمان سلامة وصول المساعدات الى المتضررين في المنطقة. وقال ياسين ان "القوات المسلحة السودانية تؤكد التزامها الكامل كل المواثيق التي أبرمتها الدولة خصوصاً تلك المتعلقة بالعمل الانساني". ونفى ياسين بشدة ان يكون الجيش السوداني خرق اتفاق وقف اطلاق النار الجزئي في بحر الغزال. وقال ان "القوات المسلحة لديها ثوابت معلومة للكافة وهي انها لن تقف مكتوفة الأيدي اذا قامت قوات التمرد باعتراض أطوافها الادارية أو اعتراض قوافل الاغاثة أو القيام بأي أعمال عدائية". وزاد ان "قوات التمرد اعترضت مرتين أطوافاً ادارية تابعة للقوات المسلحة في منطقة بحر الغزال، كما اعتدت في هجوم كبير على منطقة سيسو الواقعة على الطريق الى مدينة واو كبرى مدن بحر الغزال". واتهم القوات المهاجمة بنهب ممتلكات المواطنين.