علمت "الحياة" من مصادر سودانية أن مبعوثاً اريترياً التقى قادة المعارضة خلال وجودهم في القاهرة، في زيارة لم يكشف عنها، وجدد دعوة اريتريا لاستضافة اجتماعات هيئة قيادتها في 27 من الشهر الجاري. واستضاف السفير الاريتري محمد عمر قادة المعارضة مساء أمس في منزله في ضاحية المهندسين، حيث تم بحث في نتائج اجتماعات القاهرة. وكان رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" زعيم الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني التقى اخيراً مسؤول التنظيم في الجبهة الشعبية الاشتراكية الحاكمة في اسمرا عبدالله جابر، وبحثا معه في إمكان قيام المعارضة السودانية بوساطة لإنهاء الخلافات الحدودية بين اريتريا واثيوبيا، والعلاقات بين المعارضة والحكومة الاريترية. وغادر القاهرة امس زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، الدكتور جون قرنق وزوجته مساء أول من امس الى أوغندا، علماً انه كان من المقرر ان يمكث في العاصمة المصرية يومين أو ثلاثة بعد اجتماعات المعارضة. وقال قرنق، قبيل مغادرته القاهرة لپ"الحياة"، "إنني ملتزم وقف إطلاق النار في بحر الغزال لإنهاء معاناة آلاف السودانيين المحتاجين الى الطعام"، وابدى استعداد الحركة لتمديده في منطقة بحر الغزال، بعد انتهاء فترة الاشهر الثلاثة المقررة. لكنه اضاف انه "لا يمكن التوصل الى وقف شامل للنار إلا بعد الاتفاق على القضايا الجوهرية المطروحة على المفاوضات مع حكومة الخرطوم"، مشدداً على ضرورة حل المسائل السياسية قبل المسائل الإجرائية، متهماً حكومة الخرطوم بپ"مصادرة الحريات وتغييب الديموقراطية وتدمير مؤسسات المجتمع المدني"، ومعترضاً على الاستفتاء الذي اجري في السودان على الدستور الجديد. وكرر ان حركته "تدافع عن الشعب السوداني شماله وجنوبه. ونحن نسعى في التجمع الى قيام سودان جديد يلغي التمييز العرقي والديني، وتكون الحقوق فيه متساوية بين الجميع"، نافياً معاداته للإسلام أو العروبة. والى ذلك نقلت مصادر في الحركة عن قرنق مطالبته وزير التعليم العالي المصري الدكتور مفيد شهاب فتح فرع لجامعة الاسكندرية في جنوب السودان على أن يتم البدء بكلية للزراعة لتأكيد ارتباط جنوب السودان بمصر. وقال قرنق: "نحن نسعى للوحدة من جوبا في الجنوب الى مدينة الاسكندرية الساحلية".