كشفت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" أن زيارة وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ومساعد رئيس الجمهورية السوداني الدكتور رياك مشار أول من أمس إلى ليبيا تتعلق بمبادرة طرحها العقيد معمر القذافي لاحلال السلام في جنوب السودان. وان العقيد جون قرنق، زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان"، سيصل إلى ليبيا في طريقه إلى الولاياتالمتحدة. يذكر ان الحكومة السودانية والمتمردين في الجنوب يجرون الشهر المقبل في نيروبي جولة جديدة من المفاوضات في إطار مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد. وكان الطرفان عقدا جولة من المحادثات في أديس ابابا في آب اغسطس الماضي لم تحرز أي تقدم ملموس. ومعلوم ان نقاط الخلاف تتركز على علاقة الدين بالدولة وإقامة الدولة العلمانية وفصل الدين عن الدولة وقيام دولتين في الشمال والجنوب. ومن طرابلس انتقل قرنق الى القاهرة لحضور اجتماعات اللجنة التي شكلتها المعارضة السودانية، في تموز يوليو الماضي، وهي تضم رئيس التجمع الوطني الديموقراطي محمد عثمان الميرغني وزعيم حزب الامة الصادق المهدي والناطق باسم التجمع فاروق ابو عيسى. ويلتقي اعضاء اللجنة، التي سيغيب عنها الميرغني لظروف صحية، مسؤولين مصريين معنيين بالملف السوداني، كما ينتظر ان يلتقوا الرئيس حسني مبارك. وفي واشنطن ق ن أ، ناشد "برنامج الغذاء العالمي" الأطراف المتحاربة في جنوب السودان تمديد وقف النار لتفادي تكرار حدوث مجاعة في المنطقة. وحذرت كاثلين بيرتيني، المديرة التنفيذية للبرنامج، من أن تصعيد القتال سيكون بمثابة "ضربة مهلكة" لآلاف الاشخاص المعرضين للمجاعة بدرجة بالغة. ونبهت إلى ان الحاجة لا تزال ماسة للحصول على مواد غذائية هذا العام لأكثر من مليوني شخص في جنوب السودان. ووافقت الحكومة و"الجيش الشعبي" في منتصف العام الماضي على وقف لاطلاق النار في الجنوب لتمكين فرق الاغاثة الدولية من تقديم العون الغذائي للمتضررين من القتال هناك، خصوصاً في ولاية بحر الغزال.