} في حين تترقب الأوساط السياسية والأمنية المصرية القرار الذي ستصدره محكمة في أوروغواي في شأن طلب قدمته مصر لتسليم أصولي معتقل هناك، واصلت محامية المتهم زيارتها للقاهرة سعياً إلى الحصول على مستندات تساعدها على نفي التهم الموجهة الى موكلها والحؤول دون تسليمه الى مصر. وفي حال صدور قرار بتسليم الأصولي فإن المتهم يمكنه استئناف القرار أمام محكمة عليا، لكنه سيظل معتقلاً طوال فترة النظر في الاستئناف. حصلت "الحياة" على صورة من مذكرة قدمتها مصر الى السلطات في أوروغواي تطلب تسليم اصولي معتقل هناك منذ كانون الثاني يناير الماضي بعدما قدم براً مع زوجته وأولاده الثلاثة من البرازيل. واتهمت المذكرة السعيد حسن علي محمد مخلص بأنه ارتكب جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات المصري وأنه عضو ناشط في تنظيم "الجماعة الإسلامية" الذي نفذ خلال السنوات الماضية عمليات استهدفت اغتيال مسؤولين ورجال أمن وسياح ومواطنين والاعتداء على منشآت عامة وخاصة، إضافة الى محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك التي وقعت في أديس أبابا في حزيران يونيو العام 1996. وكانت محامية من أوروغواي تدعى سي÷يليا شرودر بدأت أول من أمس مهمة في القاهرة تهدف الى جمع وثائق ومستندات ومعلومات لتقديمها الى المحكمة العليا في ذلك البلد لدفعها الى رفض الطلب المصري، واصدار قرار بإطلاق مخلص ومنحه إقامة هناك. وتحتجز السلطات في أوروغواي الأصولي المصري في سجن في العاصمة مونتيفيديو منذ تم القبض عليه يوم 29 كانون الثاني يناير الماضي بتهمة استخدام جواز سفر ماليزي مزور عند عبوره النقطة الحدودية ما بين البرازيل واوروغواي. وأوضحت المذكرة المصرية أن مخلص متهم في القضية الرقم 502 التي تجري نيابة أمن الدولة العليا تحقيقات فيها منذ العام 1994، وتتعلق وقائعها بنشاط قادة وعناصر الجماعات الدينية المقيمين في الخارج والأدوار التي قاموا بها لدعم عمليات العنف التي وقعت داخل البلاد خلال السنوات الماضية، مشيرة الى أن المتهم خالد بدوي غيث قرر في التحقيقات انه سافر الى افغانستان وأقام في معسكر الفاروق الذي اقامه اسامة بن لادن في منطقة خوست، وأنه التقى مخلص هناك حيث خضعا مع اصوليين مصريين آخرين من أعضاء "الجماعة الإسلامية" لدورة تدريبية على اللياقة البدنية لتقوية الجسم والجري بين الهضاب والجبال كما تلقوا محاضرات نظرية حول أنواع الأسلحة وطرق فكها وتجميعها ثم تدربوا عملياً على استخدام البنادق الآلية والقنابل الهجومية والدفاعية منزوعة الفتيل، وأشار المتهم الى أن فلسطينياً يدعى أبو معاذ ومصريين هما أبو أحمد وأبو اسلام هم الذين قاموا بتدريبهم قبل نقلهم الى معسكر أبو بكر الصديق حيث تدربوا هناك على أيدي مصريين هما أبو عبيدة وعبدالقادر الجزائري على استخدام المتفجرات الحية، ولفت المتهم الى أن مخلص لا يعرفه باسمه الحقيقي لكون جميع من كانوا في افغانستان يتعاملون باسماء كودية مع بعضهم البعض. وأوردت المذكرة ما جاء في أقوال متهم آخر في القضية نفسها هو عطية اسماعيل محمد حجاج الذي أكد أنه التقى مخلص في افغانستان العام 1991 حيث أقام مع عناصر من "الجماعة الإسلامية" في بيت الانصار لمدة ثلاثة أيام ثم تم نقلهم الى معسكر الفاروق. وذكر المتهم أن "الجماعة" طردته من المعسكر بعد أن اتهمه بعض عناصرها بأنه عميل لأجهزة الأمن المصرية. وأوضحت أن متهماً آخر في القضية نفسها هو محمد فضل محمد أبو جبل اعترف بأنه تدرب في معسكر جاور داخل الأراضي الافغانية مع مخلص على تنفيذ خطط لعمليات اغتيال لتنفيذها بعد العودة الى مصر. وذكر المتهم أن المعسكر كان مخصصاً لعناصر "الجماعة الإسلامية". ووصفت المذكرة "الجماعة الإسلامية" بأنها "جماعة إرهابية دولية اتخذت من مصر مقراً لها"، وأكدت أن نشاط الجماعة "يمثل تهديداً مباشراً لأمن مصر"، مشيرة الى أن الهدف الرئيسي للجماعة هو قلب نظام الحكم بالقوة واقامة نظام جديد. ولفتت الى أن الجماعة نفسها في سبيل تحقيق ذلك الغرض "أعلنت مسؤوليتها عن اعمال عنف عدة وتعريض حياة السائحين الأجانب وبعض المسؤولين السياسيين والقادة الأمنيين للخطر من خلال عمليات إرهابية أودت بحياة أشخاص كثيرين". وسردت المذكرة أمثلة للعمليات التي نفذها تنظيم "الجماعة الإسلامية" داخل مصر وبينها: قتل ثمانية ضباط للشرطة وجرح 13 آخرين في جنوب مصر، خلال الفترة من 29 آب اغسطس وحتى 20 أيلول سبتمبر العام 1994، وقتل 18 سائحاً يونانياً وجرح 17 آخرين أمام أحد الفنادق في الجيزة يوم 18 نيسان ابريل العام 1996. وقتل 58 سائحاً وأربعة مصريين وجرح آخرين في البر الغربي لمدينة الأقصر يوم 17 تشرين الثاني نوفمبر 1997. كما أوردت المذكرة بعض العمليات التي نفذها التنظيم خارج مصر، وبينها: محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك يوم 26 حزيران يونيو 1996 عقب تحرك موكبه من مطار أديس أبابا في طريقه لحضور افتتاح مؤتمر منظمة الوحدة الافريقية، وتفجير سيارة مفخخة يوم 20 تشرين الأول اكتوبر العام 1995 خارج مخفر شرطة مدينة ريجالا في كرواتيا، ما تسبب في قتل قائدها وجرح 29، مشيرة الى أن الجماعة كانت أعلنت مسؤوليتها عن ذلك معللة الهجوم بأنه ضد المصالح الكرواتية نظراً لاعتقال السلطات هناك الناطق بلسان "الجماعة" طلعت فؤاد قاسم. وأكدت المذكرة أن مخلص انضم الى تنظيم "الجماعة الإسلامية" في محافظة بورسعيد مسقط رأسه، وشارك عناصر التنظيم في المدينة في نشاطاتهم المتمثلة في "تغيير المنكر باليد بالقوة" والدعوة إلى فكر التنظيم، وأنه غادر مصر في بداية التسعينات الى إحدى الدول العربية، ومنها الى افغانستان حيث تدرب على استخدام الأسلحة الآلية والمدافع وتصنيع المتفجرات ودراسة الطبوغرافيا العسكرية، وشارك في المعارك التي جرت بين المجاهدين الأفغان والاحتلال السوفياتي واصيب في إحدى المعارك وتم علاجه وأن اسمه الحركي هو ابراهيم. وأكدت أن هدف التدريبات هو "دفع عناصر التنظيم الى البلاد لارتكاب الأعمال الإرهابية التي من شأنها المساعدة على تحقيق هدف التنظيم في الاستيلاء على السلطة الشرعية في البلاد بالقوة". واشارت الى أن تمويل التنظيم يتم عن طريق جمع التبرعات من العناصر الفارة في الخارج وتلقي مبالغ مالية على حسابات خاصة بالشيخ عمر عبدالرحمن، وكذلك أن من بين انشطة التنظيم تزوير جوازات السفر والمستندات التي تساعد عناصره على العودة للبلاد. وأوضحت أن القضية الرقم 502 تضم 59 متهماً بينهم مخلص باعتباره أحد القادة الرئيسيين في تنظيم "الجماعة الإسلامية".