تتجه الانظار مساء اليوم الى ملعب "فيلا بارك" في مدينة برمنغهام الانكليزية حيث يلتقى لاتسيو الايطالي مع مايوركا الاسباني في المباراة النهائية لكأس الكؤوس الاوروبية في كرة القدم. ويحظى اللقاء بأهمية خاصة كونه الاخير من نوعه بعدما قرر الاتحاد الاوروبي دمج المسابقة بكأس الاتحاد اعتباراً من الموسم المقبل، ويديره الحكم النمسوي غونتر بنكو 43 عاماً الذي ادار مباراتي المكسيك ضد كوريا الجنوبية وجامايكا ضد اليابان في مونديال فرنسا 98. وكانت المسابقة انطلقت موسم 60-1961 واحرز لقبها فيورنتينا الايطالي على حساب رينجرز الاسكتلندي. وعلى الرغم من اعتبارها الكأس الاقل الاهمية بين الكؤوس الاوروبية الثلاث دوري ابطال اوروبا وكأس الاتحاد، فان اندية عريقة خطبت ودها ابرزها برشلونة الاسباني 3 مرات اخرها عام 1997 وميلان الايطالي مرتان وبايرن ميونيخ الالماني وليفربول الانكليزي، وستنتهي المسابقة بعد 38 عاماً من بدايتها من دون ان يتمكن اي فريق من الفوز بلقبها مرتين متتاليتين. ويملك لاتسيو افضلية نسبية على منافسه الجديد على الساحة الاوروبية الذي يخوض احدى المسابقات الاوروبية الثلاث للمرة الاولى في تاريخه علماً بانه يشارك فيها من دون ان يحرز كأس اسبانيا، ذلك ان برشلونة الذي هزمه في نهائي الكاس المحلية احرز ايضاً بطولة الدوري فشارك بالتالي في دوري ابطال اوروبا هذا الموسم. ويخوض الايطاليون اللقاء بنفسيات محبطة بعد ان تخلوا عن صدارة البطولة المحلية لمنافسهم الوحيد ميلان بفارق نقطة قبل مرحلة واحدة من نهايتها، وباتت مهمتهم صعبة جداً في استعادة اللقب الذي فقدوه منذ 25 عاماً ولا يزالون يبحثون عنه حتى الان. المهمة صعبة ويأمل لاتسيو بأن يكون ختام هذه المسابقة لمصلحته حتى لا يخرج من "المولد بلا حمص" في حال تتويج ميلان، وهو الامر الاقرب الي التحقيق، وايضاً لتعويض المبلغ الضخم الذي انفقه على التعاقد مع لاعبين جدد ابرزهم كريستيان فييري والتشيلي مارتشيلو سالاس واليوغوسلافي ديان ستانكوفيتش والاسباني ايفان دي لا بينيا والارجنتيني ماتياس الميدا، ووصل الى 111 مليون دولار. ويتوقع المدرب السويدي زفن غوران اريكسون ان تكون مهمة فريقه صعبة رغم تفوقه "على الورق" وقال:"المباراة ستكون صعبة للطرفين، وسنحتاج الى التركيز والتصميم للعودة بالكأس الى ايطاليا". واضاف:"مايوركا يعتمد على حارس قوي هو الارجنتيني الدولي كارلوس روا احد افضل حراس المرمى في مونديال فرنسا الصيف الماضي ويمتاز باقوى خط دفاع في اوروبا الى جانب ارسنال الانكليزي... ولذا سنحاول ان نركز على ايجاد وسيلة فعالة لتخطي هاتين العقبتين". وقال رئيس لاتسيو سيرجيو كرانيوتي: "نتيجة اللقاء ستحدد الكثير من الامور المتعلقة بالفريق، وسنعرف ما اذا كانت المبالغ الطائلة التي انفقناها في بداية الموسم كانت في محلها او لا. اعترف بأن الفريق الاسباني جيد التنظيم ويجيد الاختراق السريع لكننا نعرف جميعاً مدى اهمية تحقيق الفوز خصوصاً بالنسبة الى جماهير لاتسيو التي تتطلع الى اول لقب اوروبي". وينتظر ان يمثل لاتسيو لوكا ماركيجاني لحراسة المرمى، جوزيبي فافالي وسينسا ميهائيلوفيتش وواليساندرو نيستا وباولو نغرو للدفاع، سرجيو كونسيساو وربرتو مانشيني وماتياس الميدا وبافل ندفد للوسط، كريستيان فييري ومارتشيلو سالاس للهجوم. مايوركا والامل الكبير ورغم افضلية لاتسيو، لا يمكن الاستهانة بقدرات مايوركا الذي اخرج في نصف النهائي تشلسي الانكليزي حامل اللقب الموسم الماضي. ويحتل المركز الثاني حالياً في الدوري الاسباني بفارق 10 نقاط عن برشلونة المتصدر ويملك فرصة ذهبية للمشاركة في دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل حتى ولو تراجع الى المركز الثالث. ونجح مايوركا في تحويل نفسه من فريق يتنقل بين الدرجة الاولى والثانية الى فريق اصبح على بعد خطوة واحدة فقط من الفوز بلقب اوروبي للمرة الاولى في تاريخه، والسر يكمن في كلمتين: هيكتور كوبر... وكوبر هذا هو المدرب الارجنتيني الذي تولي تدريب الفريق صيف 1997 وحوله الى فريق قادر على صنع الكثير بأقل الامكانات. وادخل كوبر تعديلات جذرية على فريقه سمحت له بالبقاء في دوري الاضواء، وعن ذلك قال كوبر: "الفريق كان جيداً بدرجة تسمح له بالصعود الى الدرجة الاولى لكنها غير كافية للبقاء... لذا ادخلت عليه التعديلات التي سمحت له بان يظل ممتازاً". وضم كوبر مجموعة من اللاعبين البارزين في مقدمهم الحارس الارجنتيني كارلوس روا، واستغنى في الوقت ذاته عن غابرييل آماتو هداف الدوري الاسباني موسم 1997-1998 الذي انتقل الى رينجرز الاسكتلندي ما دفع النقاد الى التأكيد ان مايوركا سيهبط من جديد، وهو ما لم يحدث. واكد رئيس مايوركا جوليرمو رينز ان ماقدمه فريقه حتى الآن اكثر من كافٍ، واضاف:"كوبر قدم لنا الكثير ولذا سنبذل كل جهد ممكن من اجل الاحتفاظ به لانه صار يمثل روح الفريق". وينتظر ان يمثل مايوركا كارلوس روا لحراسة المرمى، ميغيل سولر ومارسيلينو النا وغوستافو سيفييرو وخافير اولايزولا للدفاع، يوفان ستانكوفيتش وفنسنت انغونغا واريل اباغازا ولورن ماير للوسط، ليو بياجيني وداني غارسيا للهجوم.