كما في اسبانيا كذلك في ايطاليا، بل اكثر... واذا كان سلتا فيغو ومايوركا مهددين في الدوري الاسباني لان "الكبار" يتربصون بهما خصوصاً برشلونة وريال مدريد، فإن "كبار" الدوري الايطالي يوفنتوس وميلان وانتر ميلان قد لا يقدرون على شيء امام سمبدوريا وبارما ولاتسيو. شكوى وفي الاندية الايطالية خليط من كل انواع البشر. وإذا استعان مدرب المنتخب الحالي دينو زوف بأكثر من اجنبي عندما كان في الموسم الماضي مدرباً للاتسيو فإنه يصرخ اليوم في وجه الموجة المتصاعدة لنزوح الاجانب الى الاندية الايطالية ويشير الى ان مردوده سيكون سيئاً على المنتخب والمواهب الشابة، وهذا ما سبق ان قاله سلفه تشيزاري مالديني. ويقول زوف: "من الصعب ان أرى كل يوم أحد اكثر من اربعة لاعبين ايطاليين في كل فريق ومن واجبنا التفكير في المواهب الايطالية التي لا تأخذ فرصتها". وفي اندية ايطاليا للدرجة الاولى نحو 180 لاعباً غير ايطالي وهم من جميع انواع البشر... ومع ذلك فان العنصر الارجنتيني يتفوق هذا الموسم اكثر من غيره. ولان التانغو نغم ارجنتيني بالدرجة الاولى راح المراقبون يقولون "الدوري الايطالي يرقص التانغو حالياً". باتيستوتا وفيورنتينا الاحد قبل الماضي شهد اختتام المرحلة السابعة عشرة اي دور الذهاب، وفي نهايته تصدر فيورنتينا برصيد 35 نقطة بعد فوزه الكبير على كالياري 4-2 والعرض الفعال لهدافه الاول الارجنتيني غابرييل باتيستوتا الذي سجل 3 أهداف ورفع غلته الى 17 هدفاً بمعدل هدف واحد في كل مباراة. وتكفل لاتسيو بإنزال بارما الى المركز الثالث بعد فوزه عليه في عقر داره 3-1 وبات لكل منهما 32 نقطة. اما يوفنتوس بالذات، حامل اللقب، فيملك 24 نقطة لا غير وصار من دون امل. على هذا الاساس كان لا بد لادارة النادي العتيد الذي تملكه عائلة انيللي صاحبة شركة فيات للسيارات خطوة مبكرة في منتصف الموسم الحالي عندما ضمت المهاجمين الارجنتيني ايسنايدر والفرنسي تييري هنري واعلنت انها اختارت لفريقها مدرباً جديداً سيبدأ عمله الصيف المقبل هو المدرب السابق لبارما روبرتو مانشيني خلفاً لمارتشيلو ليبّي. وفي المواسم العشرة الاخيرة، اعتاد بطل دور الذهاب ان يتوج بطلاً للدوري باستثناء مرة واحدة كانت في الموسم 90-91 عندما اخفق انتر ميلان في احراز اللقب عند خط النهاية فحل ثالثاً وكان من نصيب سمبدوريا. والفوز الذي حققه فيورنتينا على كالياري هو العاشر له على التوالي في ارضه هذا الموسم من دون تعادل او خسارة. وعموماً، فإن باتيستوتا سيصل الى القمة اذا توج فيورنتينا بطلاً للمرة الثالثة في تاريخه والاولى منذ العام 1969، لكن لن يكون له وحده الفضل بل ايضاً للمدرب الشهير جوفاني تراباتوني الذي عين في منصبه مطلع الموسم وهو الذي صنع امجاد يوفنتوس وانتر ميلان وقادهما الى اكثر من لقب 6 مرات بطل الدوري مع الاول ومرة واحدة مع الثاني كما قاد بايرن ميونيخ الى احراز الدوري الالماني مرة واحدة 1997. وفي الفريق ايضاً من الاجانب البرازيلي الخطير ادموندو والبرتغالي روي كوستا والالماني يورغ هاينريخ والتشيكي توماس ريبكا والبلجيكي البرازيلي الاصل لويس اوليفيرا. رباعي بارما واذا كان باتيستوتا المولود في اول شباط فبراير 1969 ولعب مع نيولز اولد بويز وريفر بلايت قبل ان ينضم الى فيورنتينا عام 1991، الارجنتيني الوحيد في فريقه، فإن بارما هو فريق الارجنتينيين الاربعة خوان فيرون وابيل بالبو وروبرتو سنسيني وهرنان كريسبو. ومع هؤلاء هناك الفرنسيان المعروفان ليليان تورام والن بوغوصيان والكرواتي ستانيتش والتوغولي كوباديا قادر فضلاً عن الدوليين المحليين فابيو كانافارو ودينو باجيو وانريكو كييزا ودييغو فوزر ولويجي ابوللوني والحارس بوفون وغير الدوليين لويجي سارتور وباولو فانولي وستيفانو فيوري وفيديريكو جونتي ورافايللي لونغو واورلانديني علماً بأن بوغوصيان وفيرون وفوزر انضموا الى التشكيلة الصيف الماضي لقاء 8ر34 مليون دولار. وترك بالبو فريق العاصمة أ. أس. روما الصيف الماضي بعد خلافه والمدرب التشيكي زدينيك زيمان علماً بأنه دافع عن الوان الفريق بنجاح خمسة مواسم، لكنه صار احتياطياً في فريقه الجديد، وعندما منح فرصة في مباراة الجولة السادسة عشرة سجل 3 أهداف في مرمى بياتشنزا. وكل من بالبو وسنسيني في سن ال 32 وكل من فيرون وكريسبو في سن ال23 . وحتى نهاية المرحلة السابعة عشرة فإن اللاعبين الاكثر تسجيلاً للاهداف والذين لا يزالون في الملاعب هم روبرتو مانشيني 154 وروبرتو باجيو 153 وجوزيبي سينيوري 129 وباتيستوتا 122 وبالبو 113. وتأسس بارما في 16 كانون الاول ديسمبر 1913 تحت اسم "فيردي كلوب" وخلع على نفسه الاسم الحالي مطلع 1970 وقد احرز كأس ايطاليا 1992 وكأس الكؤوس الاوروبية 1993والكأس السوبر الاوروبية 1994 وكأس الاتحاد الاوروبي 1995. اما مدربه شبه المجهول فهو البرتو ماليساني. فرصة لاتسيو واريكسون وبالنسبة الى لاتسيو فقد تأسس عام 1900 أي قبل جاره أ. أس. روما ب27 عاماً، وانتظر حتى 1974 ليفوز بلقبه اليتيم في الدوري وتوج بطلاً لكأس ايطاليا 1958 و1998 والكأس السوبر الايطالية 1998. ويدرب الفريق مدرب شهير هو السويدي زفن غوران اريكسون الذي حل في منصبه عام 1997 قادماً من سمبدوريا بعدما دربه 5 مواسم، وهناك لاعبان ضمن فريقه الحالي كانا يلعبان تحت قيادته في الفريق السابق هما روبرتو مانشيني واليوغوسلافي سينيسا ميهائيلوفيتش. وأمضى اريكسون 11 موسماً في ايطاليا من دون اي لقب لكنه متفائل هذه المرة: "فرصتي متاحة اكثر من اي مرة سابقة خصوصاً بعد شفاء قائد الدفاع الدولي اليساندرو نيستا وهداف المنتخب كريستيان فييري". ويعتبر مانشيني 34 عاماً احد اكبر اللاعبين سناً في الدوري الايطالي وقد بقي في صفوف سمبدوريا 15 عاماً وكان يشكل مع جانلوكا فياللي اشهر ثنائي في البلاد. وفي الفريق ارجنتيني واحد هو ماتياس الميدا الذي يشكل دعامة اساسية في الدفاع... وهناك ايضاً من الاجانب الهداف التشيلي سالاس الذي جاء من ريفر بلايت الارجنتيني مطلع الموسم لقاء 20 مليون دولار وبات من اخطر المهاجمين في ايطاليا. ومع شفاء فييري فإن القلق دب في صفوف الفرق الاخرى. وهناك ايضا الكرواتي الن بوكسيتش المصاب دائماً والبرتغالي فرناندو كوتو قلب دفاع برشلونة الاسباني في الموسم الماضي ومواطنه سرجيو كونسيساو القادم من بورتو، والتشيكي الدولي بافيل ندفيد احد الاوراق الرابحة في الفريق، والاسباني ايفان دي لا بينيا واليوغوسلافي ديان ستانكوفيتش. اما ابرز الايطاليين فهم الحارس ماركيجياني ولومباردي وباولو نيغرو وجوزيبي بانكارو وجورجيو فنتورين واليساندرو ايانوتزي.