نفى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وجود خلاف بينه وبين الرئيس الاميركي بيل كلينتون حول تدخل محتمل للقوات البرية في كوسوفو، فيما أكدت مصادر بريطانية فشل بلير في إقناع الادارة الاميركية بنشر قوات ارضية اميركية تمهيداً لشن هجوم محتمل. قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في تصريحات وزعت امس الأحد إن ما نشرته صحف بريطانية عن وجود خلاف مع كلينتون "ليس صحيحاً"، مشيراً إلى أن "الولاياتالمتحدة تتحمل أكبر جزء من أعباء هذه العملية العسكرية، رغم ان كوسوفو بعيدة جداً عن ولاية كنساس". وأضاف ان التزام الولاياتالمتحدة بهذه العملية "يعتبر شيئاً يجب ان يشكر عليه الرئيس بيل كلينتون". ورداً على سؤال حول ضرورة اتخاذ قرار حول تدخل عسكري بري قبل فصل الشتاء، قال بلير: "نحن مدركون تمام الادراك قساوة فصل الشتاء في البلقان والانعكاسات التي قد تنتج عنه، لذا كيّف الحلف الاطلسي خططه مع كل الاحتمالات". وأكدت صحيفة "صانداي تايمز" أمس الأحد نقلاً عن "مصدر حكومي مطلع" ان بلير "يشعر بإحباط كبير" لأنه لم يتمكن من إقناع الرئيس الاميركي بتدخل القوات البرية في كوسوفو. وقال المصدر إن بلير ووزير خارجيته روبن كوك كثفا خلال الاسبوع الجاري اتصالاتهما الهاتفية مع كلينتون ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت حول هذا الموضوع. وسيقوم كوك الخميس المقبل بزيارة الى واشنطن تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع نظيرته الاميركية. وذكرت صحيفة "صانداي تايمز" امس ان بلير اتصل بكلينتون الاسبوع الماضي، كما ظل كوك على اتصال شبه يومي مع اولبرايت، لكن "لم يتم التوصل الى اتفاق حول استخدام قوات برية اميركية". ويعتبر بلير ان القوات البرية والتهديد الحقيقي باستخدامها ضروري لإقناع الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بسحب قواته من كوسوفو. ويفضل بلير التدخل برياً في كوسوفو في حال فشل التهديدات في تحقيق اهداف حلف الاطلسي. وحضرت بريطانيا أمس لنشر قوات اضافية عددها 2300 جندي لتعزيز قواتها في البلقان. ويقول مصدر مقرب من المفاوضات الجارية بين لندنوواشنطن إن المفاوضات بين بلير وكوك من جهة وكلينتون واولبرايت من جهة اخرى "دخلت مرحلة حرجة، لكن هناك شعور بالاحباط بسبب تعنت الادارة الاميركية". واحتج الرئيس الاميركي في تبرير موقفه بوجود خلافات بينه وبين الكونغرس الذي يرفض اعتماد سياسة اكثر جرأة في كوسوفو. وتعتقد اولبرايت ان النزاع يمكن ان يحل بمزيج من القصف الجوي وبقرار من مجلس الامن بدعم روسي وحياد صيني، وهو ما ترفضه الحكومة البريطانية. واعترف كوك امس ان التدخل البري في كوسوفو يحتاج الى حشد 28ألف جندي لدعم خطة سلام محتملة. ودافع كوك عن عمليات الاطلسي التي قتل فيها 80 شخصاً من المدنيين، مشيراً إلى أن القوات الصربية تتعمد وضع مدنيين بالقرب من اهداف عسكرية لاستخدامهم كدروع بشرية.