أسفر أول اقتراع على حجب الثقة عن رئيس الدولة الروسية عن نتائج مفاجئة اعتبرها الكرملين "انتصاراً" له، اذ ان قرار عزل الرئيس بوريس يلتسن لم يحصل على العدد المطلوب من الاصوات 300 صوت واقترع 283 نائباً لمصلحة البند الذي يحمّل يلتسن مسؤولية انتهاك الدستور بإعلان الحرب على الشيشان راجع ص8. ونجا الرئيس من العزل بفضل اصوات كتلة فلاديمير جيرينوفسكي وامتناع كتلة فيكتور تشيرنوميردين عن التصويت. واحتشد آلاف من المتظاهرين قرب مبنى البرلمان الدوما مطالبين النواب ب"تلبية نداء الشعب" والاقتراع لعزل يلتسن. وفي الجلسة الختامية التي عقدها الدوما امس تبارى قادة الكتل البرلمانية في كيل الاتهامات الى الرئيس الذي وصفه الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف بأنه "شر مطلق" وقال ان الشعب سبق البرلمان في حجب الثقة عنه. واعتبر زعيم كتلة الحزب الزراعي نيكولاي فاريتونوف ان الرئيس هو "عار روسيا ومصيبتها" فيما عدد زعيم كتلة "سلطة الشعب" وهو رئيس سابق للحكومة السوفياتية، "جرائم" يلتسن وبينها "هدم دولة عظمى، وحجبها عن اهم البحار وتحويلها الى بلد من الصف الثالث". ولم يتخلف اليمين عن توجيه الاتهامات الى يلتسن، اذ ذكر رئيس كتلة "يابلوكو" الاصلاحية، غريغوري يافلينسكي، ان الرئيس مسؤول عن مقتل مئة الف شخص في الشيشان. وضرب عصفورين بحجر واحد عندما قال ان "ازدراء ارواح البشر ارث من الشيوعيين الذين تربى يلتسن في صفوفهم". لكن زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي دافع عن رئيس الدولة وشن هجوماً عنيفاً على خصومه، وألزم اعضاء كتلته برفض استلام قسائم الاقتراع، في حين امتنع عن التصويت اعضاء كتلة "روسيا بيتنا" التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين.