بغداد، موسكو، نيويوركالاممالمتحدة، جنيف - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - أكد وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف ان موسكو ستراجع نظرياتها العسكرية في ضوء الغارات على العراق ويوغوسلافيا، فيما نفت وزارة الخارجية الروسية ان يكون قصف مواقع عراقية يجري "لأغراض دفاعية". وأعلن سيرغييف ان العمليات العسكرية الاميركية والأطلسية ضد البلدين "استدعت مراجعة جوهرية" للنظريات العسكرية والأمنية الروسية، وأضاف ان "العمل بدأ فعلاً" بهذا الاتجاه. ونددت روسيا بكل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا بسبب مقتل مدنيين في هجوم شنته طائرات غربية على شمال العراق، متهمة الغرب بأنه لا يحترم حقوق الانسان الدولية، وأكدت ان لا نية لديها في تخفيف موقفها القائل بأنه يتعين على مجلس الامن ان يرفع معظم العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق في اقرب وقت ممكن. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس ان قصف العراق والهجمات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا يثبت شغف الغرب باستخدام القوة. وذكر البيان ان موسكو "تقابل بالارتياب" اعلان واشنطن ان الضربات الجوية لمواقع عراقية انما تتم "دفاعاً عن النفس"، وأضاف ان "الوقائع تبرهن العكس". وأشارت الوزارة الى تزايد عدد الضحايا المدنيين و"التدمير المنتظم" للاقتصاد والبنية الاساسية في العراق. واستغربت موسكو "وقاحة القوة" التي قالت انها "تنتهك أبسط أعراف القانون الدولي والأخلاق". وقتل 12 شخصا واصيب آخرون عندما قصفت طائرات غربية اهدافا مدنية في مدينة الموصل الاربعاء الماضي. الى ذلك أعلن سيرجي لافروف سفير روسيا لدى الاممالمتحدة ان بلاده لا تنوي تخفيف موقفها القائل بأنه يتعين على مجلس الامن ان يرفع معظم العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق في اقرب وقت ممكن، وقال: "هذا هو موقفنا الوحيد". ويواجه مجلس الامن مأزقاً منذ الغارات الجوية التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على العراق في منتصف كانون الاول ديسمبر الماضي بشأن كيفية استئاف عمليات التحقق من نزع أسلحة العراق المحظورة. إذ يرغب معظم الاعضاء ان يتخذ المجلس قرارات قريباً، او على الاقل قبل ان يترك ريتشار بتلر رئيس لجنة الاممالمتحدة الخاصة المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم منصبه في نهاية حزيران يونيو المقبل. وكانت كل من روسيا وبريطانيا قدمت مشاريع قرارات في الشهر الماضي، وهي المحاولة الاولى لعرض خطط محددة على المجلس المنقسم على نفسه بشأن كيفية صوغ سياسته تجاه العراق. وفيما يقول المشروع الروسي، الذي تؤيده الصين، ان هيئة جديدة لنزع السلاح يجب انشاؤها على ان يعقب ذلك رفع معظم العقوبات الاقتصادية عن العراق، يترك المشروع البريطاني، الذي اشتركت هولندا في تقديمه، العقوبات كما هي الى حد كبير، لكنه يسمح للعراق ببيع النفط بالقدر الذي يستطيعه. من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة "الثورة" الناطقة بلسان حزب البعث ان "اتفاق النفط مقابل الغذاء اصبح وسيلة ابتزاز وضغط سياسي على العراق الذي حذر في العديد من المناسبات من ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا تسعيان الى استخدام هذه المذكرة لتحقيق اغراض عدوانية مبيتة ضده". واكدت الصحيفة ان "العراق الذي وافق على مذكرة التفاهم كاجراء موقت لا يسعه في ظل ذلك الا ان ينبه الامانة العامة للامم المتحدة الى ان بقاء هذا الحال يهدد بنسف مذكرة التفاهم". وأكدت ان "لا بديل من رفع الحصار الكامل والشامل والفوري كاجراء وحيد مقبول من جانب العراق خصوصا مع انتهاء اي مسوغ لبقاء الحصار، ومع انجازه جميع المتطلبات التي توجب تطبيق الفقرة 22 من القرار 687". واتهمت الصحيفة، من جهة ثانية، مندوبي الولاياتالمتحدة وبريطانيا في لجنة العقوبات بمواصلة "تجميد عقود الشراء من دون مبرر". ويجيز برنامج "النفط مقابل الغذاء" للعراق تصدير نفط بقيمة 5.2 بليون دولار كل ستة اشهر لشراء مواد غذائية وادوية ومواد اساسية اخرى. لكن العراق لم يتمكن من بلوغ سقف الصادرات المسموح له بها بسبب سوء حال منشآته النفطية. ويتوقع الا تتجاوز ايراداته من النفط 3.7 بليون دولار خلال المرحلة الخامسة من البرنامج. وجاء تعليق الصحيفة بعد يوم واحد من وصف وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الاتفاق بأنه عديم الفائدة، ومطالبته كوفي انان الامين العام للامم المتحدة بالاعتراف بفشله ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده. واعتبر الصحاف ان السبيل الوحيد لرفع المعاناة عن شعب العراق هو رفع العقوبات "الظالمة" من دون اي شرط باعتباره حقاً قانونياً للعراق يتعين ان تكفله الاممالمتحدة. مرحلة جديدة وأعرب أنان عن أمله أمس في ان يكون الانتقال الى مرحلة جديدة من اتفاق "النفط مقابل الغذاء" عند انتهاء المرحلة الحالية في 24 أيار/ مايو سلساً. وأضاف ان مأزق مجلس الأمن بشأن كيفية التعامل مع العراق مستمر. وقال: "لا اعلم متى سيجتمعون مجلس الامن لصياغة سياسة جديدة وتوجه جديد بالنسبة الى العراق. والأزمة مستمرة في الوقت الراهن. والقصف مستمر يوميا تقريباً. وآمل حقاً ان نجد سبيلا للمضي قدماً".