بغداد، نيويورك - أ ف ب، رويترز - اعتبرت بغداد ان تعليق العقوبات على النحو الذي تدعو اليه الولاياتالمتحدة اسوأ من الابقاء على الحظر في شكله الحالي، واحتجت لدى الاممالمتحدة على تفتيش القوات الاميركية في الخليج سفناً مدنية متجهة الى العراق. وصرح ممثل العراق لدى الاممالمتحدة سعيد الموسوي الى صحيفة "العراق" الناطقة باسم الاحزاب الكردية الموالية للرئيس صدام حسين بأن "من الصعب في هذه المرحلة اعطاء مواعيد زمنية للخطوات المقبلة باتجاه رفع الحصار. الشيء الاكيد هو ان الحصار المفروض على العراق اصبح مكروها دوليا ولا احد يدافع عنه وحتى الولاياتالمتحدة وبريطانيا لا تستطيعان مقاومة التيار المتعاظم الداعي الى رفع العقوبات. ولذلك جاءتنا الولاياتالمتحدة ببدعة جديدة هي تعليق العقوبات مع فرض شروط موازية تفقد التعليق اي معنى مضموني وتجعله اسوأ من الوضع الحالي، اضافة الى جعل التعليق بديلا من رفع العقوبات". وقال الموسوي ان "موضوع العراق لا يزال هو الموضوع الاول في جدول اعمال مجلس الامن، والمناقشات غير الرسمية بين الخمسة الدائمين سواء في نيويورك او عواصم الخمسة الدائمين لا تزال تحتل حيزا مهما من النشاط السياسي لهذه الدول وبشكل يكاد يكون يوميا". الى ذلك، ذكر وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف في رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان ممارسات القوات الاميركية في الخليج اصبحت سلوكا يثير القلق، اذ تهدف الى منع او ارجاء وصول المواد الانسانية الى العراق. وأفادت وكالة الانباء العراقية التي نقلت الخبر ان القوات الاميركية اعترضت سفينة صينية في 28 آب اغسطس لتفتيشها، وأكدت ان السفينة كانت تحمل مولد كهرباء وزورق قطر استورده العراق في اطار اتفاق "النفط مقابل الغذاء". وأضافت ان البحرية الاميركية رافقت سفينة هولندية لتفتيشها قبل اقترابها من المياه الاقليمية العراقية، موضحة ان السفينة كانت تحمل ثلاثة اطنان من البقول المستوردة من الفيليبين بموجب الاتفاق نفسه. وأعرب الصحاف في رسالته عن "استنكار" حكومته استخدام الولاياتالمتحدة القوة لمنع وصول المواد الانسانية. وطالب انان بالتدخل "بصفتك راعي مذكرة التفاهم" لوقف مثل هذه الممارسات غير الانسانية او القانونية او الاخلاقية. على صعيد آخر، طالب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الاممالمتحدة بالتحقيق في العثور حديثا على "سلاح كيماوي" لم ينفجر في حلبجة حيث قتل آلاف الاكراد في هجوم شنته طائرات عراقية عام 1988 استخدمت فيه أسلحة كيماوية. وبحث مجلس الامن لوقت قصير اثناء مشاورات مغلقة اول من امس في رسالة من "الاتحاد الوطني الكردستاني" الى رئيس مجلس الامن، وقرر الطلب من امانة الاممالمتحدة المزيد من المعلومات. وكان "الاتحاد" أعلن الاسبوع الماضي ان السلطات المحلية في حلبجة اكتشفت قذيفة لم تنفجر تحتوي مواد كيماوية في منزل في حلبجة، حيث لا تزال تتسرب منها عوامل كيماوية وتنبعث منها رائحة كريهة. واضاف ان العائلة التي وجدت القذيفة في منزلها فقدت 12 من اعضائها اثناء هجوم 1988. يذكر ان نحو خمسة آلاف كردي قتلوا ولا يزال آلاف آخرون يعانون من اصابات خطرة بعدما قصفت طائرات عراقية حلبجة بأسلحة كيماوية في آذار مارس 1988. كما أفادت تقارير أخرى عن هجمات بالغاز ضد الاكراد في 88/1989 أثناء ما سمي "حملة الانفال". على صعيد آخر، غادر وزير الداخلية العراقي محمد زمام عبدالرزاق بغداد أمس متوجهاً إلى موسكو في زيارة تهدف الى "تطوير التعاون المشترك بين البلدين". وأفادت وكالة الانباء العراقية التي نقلت الخبر ان هذه الزيارة التي تستغرق اياما عدة تأتي غداة زيارة قام بها الى العراق وزير الطاقة الروسي فيكتور كاليوجني.