سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بغداد تطالب بالاعتراف بفشل برنامج "النفط مقابل الغذاء" والأمم المتحدة تتهمها بتخزين الأدوية . نيويورك: تحرك بريطاني - هولندي جديد لتحقيق اتفاق على الموقف من العراق
بدأت بريطانيا وهولندا جهوداً لحشد تأييد غالبية في مجلس الأمن لاقتراحات جديدة تسد الهوة بين أعضاء المجلس في شأن السياسة التي يجب اتباعها إزاء العراق. وطلب العراق من الأممالمتحدة أمس الاعتراف بفشل برنامج "النفط مقابل الغذاء"، فيما اتهمت المنظمة الدولية العراق بتخزين أكثر من نصف الأدوية التي تم شراؤها بموجب البرنامج. نيويورك، بغداد، دبي - أ ف ب، رويترز - اجتمع السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة السير جيريمي غرينستوك ونظيره الهولندي ارنولد بيتر فان والسوم مع ممثلي عدد من الدول غير دائمة العضوية في مجلس الامن في الايام الاخيرة لمعرفة موقفها في شأن مشروع قرار جديد يقدم الى المجلس. وجرت ايضاً محادثات بين الدول الخمس دائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض "الفيتو" وهي بريطانياوالصين وفرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة. وأفاد ديبلوماسيون غربيون انه قد يمكن التوصل الى نص محدد يحظى بموافقة كل الاعضاء ال15 في مجلس الامن بحلول الاسبوع المقبل. لكن أحد الديبلوماسيين أشار الى ان الأمر لن يكون سهلا بسبب استمرار الخلافات بين الدول الخمس في شأن السياسة التي يجب اتباعها حيال العراق. وتوضح المصادر ذاتها ان مشروع القرار الجديد يقترح معاودة مراقبة صارمة للاسلحة في العراق، لكنه لا يدعو الى رفع العقوبات الدولية عن هذا البلد اذ ان واشنطن ستعارض أي اقتراح من هذا النوع. ويفيد احد الديبلوماسيين "لن نقترح اي شيء يؤدي الى ان تستخدم الولاياتالمتحدة حق الفيتو". وينقسم مجلس الامن بشدة في شأن ما يجب القيام به في شأن نزع اسلحة العراق والعقوبات المفروضة على بغداد منذ ثماني سنوات ونصف السنة، منذ الهجوم الجوي الاميركي - البريطاني على هذا البلد في كانون الاول ديسمبر الماضي. وتهدف الغارات الجوية التي تتواصل بشكل شبه يومي منذ ذلك التاريخ الى معاقبة بغداد على عدم تعاونها مع خبراء نزع الاسلحة الدوليين المكلفين مراقبة نزع اسلحة العراق. وتشدد الصين وفرنسا وروسيا منذ كانون الاول الماضي على ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق. الى ذلك، قال وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف في رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان "حكومة العراق تدعوكم الى تحمل مسؤوليتكم بالاعلان صراحة بأن برنامج النفط مقابل الغذاء لم ولن يحقق رفع المعاناة الكبيرة التي يعانيها الشعب العراقي". وأكد الصحاف في رسالته التي سلمت الى انان مساء الاربعاء وبثت نصها وكالة الانباء العراقية أمس ان "الحل الوحيد والمنطقي لرفع هذه المعاناة هو رفع الحصار من دون اي شروط اضافية وهو استحقاق قانوني واخلاقي من استحقاقات العراق على الاممالمتحدة". وتأتي الرسالة في الوقت الذي تقترب فيه المرحلة الخامسة من برنامج "النفط مقابل الغذاء" من نهايتها في 24 أيار مايو الجاري، لكنها لا توضح ما اذا كان العراق سيطلب تجديده لمرحلة سادسة ام لا. لكن بياناً للامم المتحدة اتهم العراق أمس بأنه يخزن أكثر من نصف الادوية والتجهيزات الطبية التي اشتراها بموجب برنامج "النفط مقابل الغذاء". واكد جون ميلز المتحدث باسم برنامج العراق في مكتب الاممالمتحدة في نيويورك في بيان ان "مخازن الحكومة ممتلئة عن آخرها" بالأدوية. واضاف ميلز: "وفق الارقام التي نملكها فان ادوية وتجهيزات طبية بقيمة 570 مليون دولار وصلت الى العراق" منذ بدء تنفيذ البرنامج. واضاف ان "شاغلنا الرئيسي هو ان 48 في المئة فقط اي 8،278 مليون دولار وزع على العيادات والمستشفيات والصيدليات".