رجّحت مصادر مسؤولة في بيروت ان يمنع كتاب "من اسرائيل الى دمشق" الصادر خارج لبنان، من قبل روبير مارون حاتم، الملقب ب"كوبرا"، المرافق السابق للوزير السابق النائب ايلي حبيقة، من دخول لبنان. وكرّر حبيقة ل"الحياة" ما سبق ان أعلنه في بيان نشرته احدى الصحف المحلية كانت أعلنت عن نيتها نشر فصول من الكتاب، انه يحضّر لرفع دعوى ضد نشر الكتاب والجهات التي تقف وراءه في فرنسا. وأضاف على ذلك تأكيده ان الدعوى ستقام من قبله في الولاياتالمتحدة الاميركية ايضاً وفي كندا. وقال حبيقة في بيانه الذي نشرته الصحيفة اللبنانية، ان الكتاب "موضوع دعوى من قبله في فرنسا حيث يوزّع من اشخاص معروفي الانتماء لتعذّر الاستحصال هناك على مسوغ قانوني لتوزيعه في المكتبات". والكتاب يتناول جانباً من سيرة حبيقة وعلاقاته مع شخصيات ودول ويتضمن رواية "كوبرا" لبعض الاحداث اللبنانية. و"كوبرا" خارج لبنان منذ سنوات، ساق في الكتاب روايات ضد حبيقة، سياسياً، وشخصياً حتى، اذ زعم ان الوزير السابق أقام علاقات مع العديد من النساء وذكر الكثير من الاسماء. وسبّب حصول البعض في لبنان، حيث الكتاب غير مسوّق، على نسخ منه أدخلها هذا البعض بطرقه الخاصة، اثارة في بعض الوسط السياسي والصحافي، نظراً الى ذكره اسماء كثيرة. وهو يتحدث عن مسؤولية حبيقة في عدد من الاحداث منها محاولة اغتيال النائب الحالي مصطفى سعد العام 83 واغتيال المرحوم داني شمعون ومجزرة أهدن التي أودت بحياة النائب طوني سليمان فرنجية. واذ نفى حبيقة ما ورد في الكتاب على هذا الصعيد، قال في بيان له نهاية الاسبوع الماضي ان الكتاب وضع من جهاز استخباراتي وتمّ طبعه في اسرائيل وان حاتم باع اسمه لجهات كي تعطى الرواية بعض ايحاءات الصدقية". وفي وقت ذكرت مصادر معنية بالكتاب، ان صحافية أميركية يهودية تدعى باربارة هيومن تولّت صوغه، فان حبيقة أبلغ الى "الحياة" ان "كوبرا" لا يعرف ان يكتب اسمه وقال ان "دار النشر التي ورد اسمها على غلاف الكتاب باعتباره صادراً عنها Pride International Publications Inc. I.S.B.N. هو اسم دار غير موجودة وان الرقم المتسلسل للكتاب مزوّر ايضاً، اذ ان لا وجود له في مكتبة الكونغرس، التي يسجل فيها أي كتاب يصدر في أميركا، وحتى في دول اخرى فيها وفق رقمه المتسلسل. وتبيّن ان لا وجود لهذا الرقم في مكتبة الكونغرس". واحتفظ حبيقة لنفسه "بحق المقاضاة لدى المراجع المختصة نظراً الى الضرر الذي ألحقه ويلحقه الكتاب باشخاص وردت اسماؤهم فيه". وذكرت مصادر مقربة من حبيقة، الذي اتهم جهاز الاستخبارات الاسرائىلية بانها أصدرت الكتاب، انه "في وقت يتناول في بعض فصوله روايات هي من اختراع الخيال، بهدف الاساءة الاجتماعية للوزير السابق ولاشخاص عديدين، فان الكتاب مسيء سياسياً للعلاقة اللبنانية - السورية، خصوصاً ان "كوبرا" وجّه في احدى الفقرات "باحترام واجلال تحية للجنرال أرييل شارون، هذا الرجل العظيم الذي أعطى مسيحيي لبنان ما لم يعطهم إياه أحد في العالم...". ورأى حبيقة في ذلك "تبياناً للجهة التي تقف وراء الكتاب وحقيقة اهدافه، لضرب حبيقة الشخص وخياره الوطني العربي". وذكر حبيقة، رداً على سؤال ل"الحياة" عما اذا كانت هناك جهات لبنانية وراء الكتاب وتوزيعه، ان لديه "معلومات عنها وسنكشفها في الوقت المناسب مع المستندات التي تحدد بوضوح من هي". وقالت مصادر ان بعض هذه القوى يقيم خارج لبنان. وقال ان كوبرا "استخدم واقعة انه كان قريباً مني ليستهدف في نسجه لبعض الوقائع، تحالفاتي"... وأشارت معلومات في بيروت، الى ان بعض النسخ عن الكتاب أتى بها اناس من الخارج، فيما تلقى آخرون فصولاً منه على الفاكس من مصدر مجهول. وسألت "الحياة" النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم عما اذا كان القضاء سيتخذ اجراءات حيال الكتاب، فقال "لم نحصل على نسخة منه. وكل ما يقال عن الكتاب تناوله بعض الصحف من دون ان نطّلع عليه".