كشف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان القاضي نصري لحود في الادعاء الذي اصدره امس على 11 شخصاً موقوفين وسبعة فارين متهمين بالانتماء الى "القوات اللبنانية" المحظورة وتأليف شبكة تخريبية، ان بين العمليات التي قاموا بها، "تفجير باص داخل الاراضي السورية... والتخطيط لاغتيال وزيرين وشخصية غير مدنية...". راجع ص 2 وعلمت "الحياة" من مصادر أمنية وأخرى رسمية، ان المقصود بتفجير باص داخل الاراضي السورية انفجار الباص السوري في احد مواقف السيارات العمومية في حي البرامكي في دمشق "الكاراج الموحد" في 26 كانون الاول ديسمبر من العام 1996، والذي ادى الى مقتل 11 مدنياً وجرح كثيرين. وقالت المصادر ان انفجار باص الركاب المدنيين في حي البرامكي متهمة به الشبكة نفسها، والتي أحيلت ملفات التحقيق مع الموقوفين من أعضائها الذين قيل انهم ينتمون الى "القوات اللبنانية" المحظورة ويتلقون التعليمات من مكتبها في أستراليا، على القضاء العسكري، ويترك له اعلان التفاصيل وفقاً لمقتضيات التحقيق. واتهم القاضي لحود الذي تسلم من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، الموقوفين الاحد عشر، "هؤلاء بأنهم في الاراضي اللبنانية والسورية ألفوا عصابة بقصد الاعتداء على الناس والممتلكات ومحاولة القيام بأعمال ارهابية بواسطة المتفجرات واغتيال بعض السياسيين...". ويعتقد ان الوزيرين اللذين اتهم لحود الشبكة بالتخطيط لمحاولة اغتيالهما هما وزير الداخلية ميشال المر ووزير الموارد المائية والكهربائية إيلي حبيقة، فإن الشخصية المدنية التي تحدث لحود في مطالعته عن انهم خططوا لاغتيالها هي قائد جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء غازي كنعان كما سبق ان ذكرت وسائل اعلامية. وقالت المصادر الامنية ل "الحياة" ان ثمة اشخاصاً في الشبكة متهمون بأنهم وراء تفجير باص حي البرامكي في دمشق، وان الوقائع المذكورة في ملف التحقيق تشير الى وضع احد الاشخاص عبوة متفجرة موصولة بساعة توقيت في مدينة طرابلساللبنانية، اذ ان الباص المدني كان ينقل الركاب بين عاصمة الشمال اللبناني وبعض المناطق السورية وبين هذه المناطق ودمشق. وأضافت المصادر ان الشخص الذي وضع المتفجرة في الباص صعد فيه على انه راكب يتجه فيه من طرابلس الى سورية، لكنه نزل منه في منتصف الطريق بعدما وقت انفجار العبوة بعد ساعات عدة تفوق تلك التي يستغرقها وصوله الى موقف نقل الركاب في العاصمة السورية، كي تنفجر فيه هناك بعد وصوله... وأشارت المصادر الى ان الشخص واضع المتفجرة عاد فتوفي لاحقاً، لكن هناك شهوداً من الشبكة يؤكدون كيفية حصول العملية وضلوعه فيها. وذكرت مصادر التحقيق ل "الحياة" ان من بين ما يتضمنه الملف الذي سيتولاه قاضي التحقيق العسكري الاول رياض طليع قيام مجموعة من الشبكة بتعديات على سيارات سورية على طريق بيروت - دمشق الدولي، وعلى شاحنات عسكرية بإطلاق النار من كواتم للصوت عليها. اما بالنسبة الى الشبكة الاخرى المتهمة بالتجسس لمصلحة اسرائيل والتي ادعى على عناصرها لحود اول من امس والمؤلفة من 77 شخصاً اوقف 17 منهم، ففي معلومات "الحياة" ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني كانت وضعت اليد عليها منذ اكثر من شهر ونصف شهر وان قائد الجيش العماد إميل لحود اشرف شخصياً على التحقيقات وأمسك بالملف على نحو حال دون تسريب اي معلومات لضمان استكمال المتابعة. وتأخر اعلانها في حينه نظراً الى ان ضبطها تلازم مع بدء الانتخابات البلدية والاختيارية، للحؤول دون ان تترك اي اثر فيها حتى لا يهرب بعض الاشخاص الملاحقين. وأوضحت مصادر التحقيق ل "الحياة" ان بين اعضاء هذه الشبكة التجسسية اربعة اشخاص غير لبنانيين يُجرى التحري عنهم. وأفادت مصادر مطلعة ان مسؤول "جيش لبنان الجنوبي" الذي زوّد السلطات اللبنانية معلومات اتاحت لها استكمال ملف هذه الشبكة رجا ورد، كان فرّ من المنطقة الحدودية مطلع الشهر الجاري. وأفادت المعلومات ان المخابرات الاسرائيلية احتجزت اخيراً سبعة عناصر من "الجنوبي"، ثلاثة من حاصبيا وأربعة من القليعة بحجة ان لهم علاقة بالمسؤول الفار.