يجمع بين تحالفين منفصلين في قطاع الكومبيوتر، تم الاعلان عنهما الشهر الماضي، هدف مشترك هو ايجاد بديل عن جهاز الكومبيوتر الشخصي وعن أنظمة التشغيل التي تنتجها شركة مايكروسوفت كورب، بغية الاتصال بانترنت. وفي الاعلان عن التحالف الأول قالت شركات آي. بي. ام. وموتورولا وصن مايكروسستمز ولوسنت وعشر شركات أخرى انها اتفقت على إرساء قواعد جديدة تستند الى لغة جافا التي ابتدعتها شركة صن للبرمجة، للربط بين جيل جديد من الأجهزة "الذكية" التي منها أجهزة الكومبيوتر وأجهزة الهاتف الخليوي والغسالات وغسالات الصحون والاواني المطبخية المنزلية. ومن جهة أخرى تنوي شركة الهاتف الاقليمية يو اس وست وشركة نتورك كومبيوتر انك، التي كانت تابعة لشركة اوراكل سيستمز العملاقة، الناشطة في مجال برامج قواعد المعلومات، الاعلان عن برنامج تُجرّب فيه خدمة جديدة سيطلق عليها اسم اي تي - تي في تدمج وظائف الهاتف والتلفزيون وانترنت. والى حد ما ستنافس الخدمة الجديدة برنامج مايكروسوفت الذي يرعى ويب تي في وخدمة موديم الكابل التي تسمى أت هوم. وعلى رغم ان الشركتين لم تعلنا موعد طرح هذه الخدمة الجديدة في السوق، يقول كبار العاملين في شركة يو اس وست ان تجربة الخدمة الجديدة ستبدأ في وقت لاحق من السنة الجارية، وان الخدمة التجارية ستكون متاحة للراغبين فيها، في الولايات ال14 التي تخدمها الشركة، قبل نهاية السنة. ويعتبر الاتفاق بين الشركتين النجاح الأول لشركة ان سي آي في الولاياتالمتحدة بعدما سجلت هذه الشركة نجاحاً وتقدماً في مجال النشاط المتفاعل في أوروبا. ويقول غاري آرلن، رئيس شركة آرلن كوميونيكيشنز الناشطة في مجال الأبحاث في ولاية ماريلاند: "تحاول ان سي آي منذ فترة طويلة التوصل الى صفقة مع شركة أميركية محلية". ويقول محللون آخرون ان تجارب يو اس وست ستكون موضع الانتباه ومحط الأنظار المدققة لأن الخدمة المقترحة الجديدة تشكل منعطفاً ذا أهمية في الطريق المؤدية الى تحقيق هدف ينشده المعنيون منذ فترة طويلة وهو دمج الهاتف والتلفزيون في أداة واحدة متفاعلة. ويقول كبار العاملين في شركة يو اس وست ان النظام الجديد سيستخدم تكنولوجيا كولر آي دي هوية المهاتف لعرض اسم المهاتف على شاشة التلفزيون واعطاء المشاهد فرصة الاختيار بين تجاهل المخابرة الهاتفية الواردة أو قبول الرد على المهاتف بواسطة جهاز هاتف مركب في داخل صندوق علبة ان سي آي الموضوع على سطح جهاز التلفزيون. ويخزن صندوق ان سي آي دفتر هاتف الكتروني سجل أرقام هاتفية ويمكّن مشاهد التلفزيون من استخدام الهاتف من دون حمل جهاز الهاتف بيده. ويقول جفري كينغن، أحد محللي شؤون الاتصالات: "يستطيع المرء ان يبقى متكئاً على مقعده الوثير فسيكون أمامه ما يدمج مختلف التكنولوجيات وهو ما سيناسب الأميركي ونمط حياته الطبيعي". ويقول كبار العاملين في يو اس وست انهم سينشرون معلومات عن أسعار هذه الخدمة في وقت لاحق. أما تحالف جافا الجديد فهو شراكة تكنولوجية ستدعى اوبن سرفيس غيتواي سيسيفيكشن مواصفات المدخل الى الخدمة المفتوحة او المتاحة. ويضم هذا التحالف، الى جانب آي. بي. ام. وصن وموتورولا ولوسنت، شركات الكاتيل وكيبل اند ويركس وانرون كوميونيكيشنز واريكسون ونتورك كومبيوتر انك ونورتل نتوركس واوراكل كورب وفيليبس الكترونيكس وسايبيس كورب وتوشيبا. وتتكون الخدمة الجديدة من جمع مختلف خدمات التشبيك الالكتروني الخاصة بالمستهلك، والتي تزداد باطراد، وتتكون حالياً من عدد من الاسماء والرموز والاسماء المركبة مثل بلوتوث وكال وسيباس هافي وهوم بي ان اي وهوم بي ان بي وهوم آر اف وجيني وفيزا. ويقول كبار الناشطين في هذا الميدان ان الناس بحاجة الى خدمة مثل خدمة مواصفات المدخل الى الخدمة المفتوحة لأن شبكات الهاتف والطاقة الحالية في المساكن تحوّل الى شبكات معلومات تربط بين أدوات تزداد ذكاء وفعالية. ويقول مارك بريغمان، المدير العام لقسم الكومبيوتر العام المنتشر في شركة آي. بي. ام.: "سنشهد تحولا في الاهتمام نحو مجموعة أوسع من الأدوات الذكية التي لا نعتبرها حالياً أجهزة كومبيوتر". ويتكهن بريغمان بوجود جيل من الأدوات المنزلية، مثل الغسالات، التي ستباع مع لوحات العرض ذات الكريستال السائل LCD ومع جهاز أو برنامج لتصفح انترنت. وستتمكن هذه الأدوات في المستقبل من تمكين أصحابها من الاتصال بانترنت، وستتمكن هي من "الاتصال" بأدوات أخرى في المنزل وربما كان هذا الاتصال بواسطة الأشرطة الكهربائية العادية الممددة في المنزل. ورغم ان أحداً لا يتوقع من المستهلك ان يتصفح انترنت فيما هو يغسل ثيابه، مثلاً، من شأن أنظمة من هذا القبيل ان تمكِّن الصناعيين من معاينة الأدوات المنزلية مباشرة أو تشخيص ما فيها من علة وتجديدها بواسطة انترنت، على حد ما يقول بريغمان الذي يعترف مع ذلك بأن هذه القدرات الكبيرة الجديدة ستسبب بروز تحديات أمنية جديدة.