أبناء وبنات الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو فنياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم وامهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ اين يتشبهون واين يستقلون؟ وكيف يرون المستقبل؟ هذا ما نحاول تلمسه مع عمر بيار صادق 26 عاماً نجل فنان الكاريكاتور اللبناني بيار صادق، يحمل ماجستير في الأعلام، ويعمل مديراً لقسم التسويق في شركة "ميديا بارتنرز - تلفزيون المستقبل". ما هي هواياتك؟ - التنس والرياضات التي فيها تحد وإثارة، بالاضافة الى المطالعة. لمن تقرأ؟ - أركز بشكل أساسي على الكتب التي تتعلق بمجال اختصاصي، إضافة الى الميتافيزيقية والفلسفة والمواضيع التي تتعلق بالتصوف. لماذا اخترت هذا الاختصاص؟ - إنه تأثير الإعلام على المجتمع. التلفزيون قوي الى درجة انه لا يوجد حتى اليوم علم يقدر ان يقيس درجة هذا التأثير، فإذا كان الاعلام موجهاً بطريقة خاطئة يكون مدى ضرره على المجتمع لا يقاس. إخترت هذا الاختصاص لانه جميل، ولأني اعتقد بأني اذا عملت بصدقية أخلاقية ومهنية، "أخلاقية إعلامية" سيكون تأثير الوسائل الاعلامية جيداً. فمجال الاعلام في لبنان لديه الكثير ليفعله حتى يصل الى مستوى الاعلام العالمي، خصوصاً الانكليزي. هناك تحد يومي نتعامل معه ومع القيمين لتحسين الاعلام وإبعاده قليلاً عن تأثير المال واللهفة المادية، وتقريبه من المواطن ومصلحته. ما هو الدور الذي لعبه أهلك في اختيار هذا الاختصاص؟ - بصراحة لم يلعب الاهل أي دور يذكر، بل تركوا جميع الاحتمالات مفتوحة أمامي، وقد إتبعوا هذا الاسلوب ليس معي فقط إنما مع اخوتي ايضاً. اعتقد ان لجو المنزل المميّز تأثيراً أكبر من تأثير الاهل المباشر. بماذا تتقاطع مع والدك وبماذا تتعارض؟ نتقاطع في نظرتنا بأن لبنان مشكلة! والشعب اللبناني مشكلة أكبر وأخطر، فثقل الدم كثير وهناك "قلة هضامة"، والآتي أعظم. وفي ان كل من يقول ان الشعب اللبناني فظيع وقوي وجبار هو إنسان غشاش يورّط نفسه ويورطنا والبلد لان الحقيقة عكس ذلك. نتفق ايضاً على ضرورة التشديد على عامل التربية والاعداد الفكري والثقافي في المدارس، التي تتحمّل مسؤولية تربية الاجيال القادمة. أما بماذا نتعارض؟ لا شيء يُذكر! نحن قريبان جداً الى درجة اننا نتشابه في طريقة عيشنا وسلوكنا وحبنا للحياة والعائلة. هل ترى ان فرص العمل لخريجي الجامعات في لبنان متوافرة. أم أنك تعاني لجهة إيجاد عمل؟ - فرص العمل في لبنان غير متوافرة بالمطلق، وأنا أحمّل المسؤولية لانعدام التخطيط عند الدولة، وانتقد اعطاء الأولويات لأمور غير مهمة. بالنسبة اليّ فإن الحظ حالفني لأني وجدت عملاً بسرعة، لكن هذا لا ينطبق على الآخرين لأن معظم الشباب يعاني من البطالة. هل تعتقد ان انشغال والدك الدائم بفنه دفعك لتحمل مسؤولية نفسك باكراً؟ - أبداً. فعلى رغم انشغاله الدائم، كان الوالد يوزّع وقته مناصفة بين العمل والعائلة، بحيث يوازن بين الاثنين بشكل رائع. لقد عشت معه الطفولة، وكبرت معه، وقد اعطاني قسطاً وافراً من وقته، وأنا أشكره على ذلك، واعتقد اني تحمّلت المسؤولية في الوقت المناسب. ما هو انتماؤك السياسي؟ - أنا انسان علماني، اؤمن بقوة الانسان! وبضرورة ان يهتم بنفسه وبغيره وبالعالم الذي يعيش فيه، وان يقاوم غريزة التدمير الذاتي الموجودة في داخله: أنا أشعر بالمحدودية إذا فكرت بالانتماء لحزب معين، لأنهم في نظري قد فشلوا جميعاً. كيف هي علاقتك بأمك؟ - أمي انسانة فظيعة "بالمعنى الايجابي للكلمة"، إنها لولب حياتي والمحرّك الذي يشغّل العائلة، من دونها تتوقف حياتنا بشكل ما. علاقتي بها علاقة حميمة وإنفتاح، علّمتني أن أواجه المصاعب وأتحدّى الظروف والمشكلات، وأن أضع دوماً نصب عيني النجاح والهدف الذي أريد تحقيقه، إنها انسانة رائعة لا تأخذ بالمظاهر ولديها سهولة في التواصل مع جميع الناس. إلام تطمح؟ - أطمح للوصول الى أقرب كوكب. لا أحبّذ الكلام عما أطمح اليه، حتى لا أقع في الابتذال وحتى لا تفقد الامور قيمتها بالنسبة إليّ. من هم اصدقاؤك؟ - هم الناس الذين أحبهم ويحبونني من دون أي شرط. أين تقضي أوقات فراغك؟ - مع صديقتي.