أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم أو أمهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ وكيف يرون المستقبل؟ الواقع؟ هذا ما نحاول تلمسه مع كريم محمد ناصر 21 سنة، طالب في السنة الثانية هندسة معمارية في الجامعة الأميركية في بيروت، والده رجل أعمال ومهندس يملك شركات مقاولات في لبنانوالإمارات العربية المتحدة. كريم عاد من الإمارات الى لبنان لإكمال دراسته فكان هذا الحوار. هواياتك؟ - في المقدمة المطالعة، خصوصاً كتب التاريخ والسياسة، كذلك أهوى الرياضة بمختلف أنواعها. لمن تقرأ؟ - تتركز قراءاتي حول الكتب والمواضيع السياسية، خصوصاً تلك التي تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، إضافة الى ما يتعلق بمجال اختصاصي من كتب ومواضيع علمية. لماذا اخترت الجامعة الأميركية لإكمال دراستك؟ - لأنها الأفضل هنا، ولأنه كان لا بد أن أعود الى لبنان على رغم رغبتي بالرحيل الى أميركا، ولأن أصدقاء طفولة قرروا العودة أيضاً. محافظة عليهم أتيت، إضافة الى أن لهذه الجامعة مستوى وسمعة جيدة في لبنان والمنطقة. لماذا اخترت هذا الاختصاص؟ - الماضي تلميذ الحاضر، عبارة قرأتها في مكان ما، هدفي ربما - أن أبدأ طريق والدي - لهذا أطمح أن أصبح مهندساً، وأن أضع يدي على ما صنعه علَّه يرتاح. هل كان لوالدك دور في الاختيار؟ - أعتقد أني أجبت عن السؤال. لم يلزمني والدي باختيار مجال معين، لأنه يؤمن أن الإنسان الناجح يجب أن يحب اختصاصه ومجال عمله، لذلك قررت وبهدوء أن أرث. أعني أن أستحق هذا الأرث. بماذا تلتقي مع والدك؟ - هو أبي - لا ألتقي معه إلا لأكمل حيث توقف، نحن نقيضان، ربما بعصاميته الجميلة، وبملعقة الذهب التي سأحافظ عليها في فمي، لهذا أطأطىء رأسي أمام تضحياته. لولاه لكانت الأمور مختلفة تماماً، ألف ألف تحية ووردة له، ألتقي معه حين يجب أن نفترق، "هو بيت سلحفاتنا". هل لك انتماء سياسي؟ - لا أنتمي الى أي من التيارات والقوى الموجودة على الساحة اللبنانية على رغم أني فزت بمقعد في المجلس التمثيلي لطلاب الهندسة في الجامعة الأميركية، وعدم انتمائي هذا ناتج عن عدم وجود هذه القوى في الأصل، إذ ما من طرح أو مشروع يقول به أي منها، والأصح أننا لا نملك حياة سياسية في لبنان - لا نملك الحد الأدنى من حقوق المواطنية، وبكلام آخر أستطيع أن أقول ودونما خجل أنني أنتمي للحرية ولو فُقِدَت. ما هي علاقتك بأمك؟ - إنها أختي الصغيرة، ألاعبها وأتشاجر معها كما الأطفال، وأصالحها في حين آخر، باختصار مفيد هي قلب العائلة وواسطة العقد. ما رأيك بكونك تنتمي لعائلة ثرية؟ - انه الحظ وقد حالفني، لأتفادى الكثير من الصعاب، ولتصبح الطريق سهلة ومعبدة الى حيث أشاء. من هم أصدقاؤك؟ - لدي الكثير من الأصدقاء، تتفاوت علاقتي معهم، تهبط الى وهاد وترتفع الى جبال، مجموعة شبان، أكثرنا لم يعش الحرب بسبب هجرة أهله وها نحن نعيش أوزارها، "نحاول ملكاً أو نموت فنعذر" كما قال "أمرؤ القيس.