أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم وأمهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ وكيف يرون المستقبل؟ الواقع؟ هذا ما نحاول تلمسه مع محمد عبدالله الأمين 24 عاماً الطالب في كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية - الأميركية. ما هي هواياتك؟ - الصيد وكرة السلة، وفي المطالعة أفضل الكتب الدينية التي تختص بالاسلام وتحليله وتفسيره، إضافة الى مطالعتي المواضيع التي تتعلق بمجال اختصاصي. لماذا اخترت هذا الاختصاص؟ وهل كان لوالدك دور في ذلك؟ - ترك لي والدي حرية الاختيار، واخترت هذا الاختصاص لأني احبه اولاً ولأني ارى ان رجال الاعمال يجب ان يكونوا من الناس المتعمقين في مجال اختصاصهم، من اجل تطوير مجالات الحياة الاقتصادية في لبنان، الذي دخل بعد الحرب مرحلة جديدة من التطور الاقتصادي - الاعماري والاجتماعي. من هو عبدالله الأمين بالنسبة إليك؟ - هو والدي وصديقي، اجد فيه دائماً أملي في التجدد والتكيف مع جميع المواقف. وأجد راحتي في الحوار معه وأشعر بالامان لوجوده قربي على رغم اني قد بلغت الرابعة والعشرين. كذلك ارى فيه الانسان المناضل الطامح الى التغيير والتجديد والمثابر على عمله للوصول الى هدفه مهما غلت التضحيات، فهو قد دخل السجون وعانى كثيراً حتى صار ما هو عليه. بماذا تتقاطع مع أبيك؟ وبماذا تتعارض؟ - أتقاطع مع والدي في المبادئ العامة، في النظرة الى الحياة والعائلة، وحب الحرية والعدالة والمساواة، كذلك في النظرة للوضع العربي العام الذي نرفضه كما نرفض الانهيار الراهن. ممكن ان نتعارض في اسلوب كل منا ونظرته لتنفيذ هذه الافكار وطريقته لتحقيق ذلك. كما نتعارض عندما تصل الأمور الى مرحلة تختلف فيها نظرتنا للأمور بسبب الفارق في العمر والخبرة في الحياة. باختصار ان العلاقة بيني وبينه يحكمها الحوار العقلاني والتشاور الذي يؤدي الى نتائج ايجابية احياناً والى اختلاف احياناً أخرى. جاء والدك الى السياسة من دون ان يرثها كما هو معهود، هل تعتبر نفسك ملزماً إكمال الخط الذي بدأه ابوك؟ - ناضل والدي وكافح، وكان من اوائل الداعين للتغيير والقضاء على الاقطاع السياسي، ولقد انتصر الوالد وزملاؤه في نهاية المطاف ونجحوا في كسر المعادلات الاقطاعية التي كانت قائمة. ان الفكرة السائدة "ابن النائب نائب وابن الوزير وزير"، هي فكرة خاطئة في ظروف وحالات معينة، لأننا اذا رجعنا الى بعض الحقبات التاريخية في لبنان نجد ان بعض الزعماء ابناء الزعماء لم يكونوا مؤهلين لخلافة آبائهم وعلى رغم ذلك اصبحوا زعماء، وبهذا تأثر المجتمع سلباً أو تضرر كثيراً بسبب سوء ادائهم السياسي. مع ذلك اقول ان السياسي ممكن ان يسهل الطريق لأحد ابنائه كما يسهل كل صاحب مهنة على اولاده دخولهم معترك الحياة ومجال عمله خاصة، شرط ان يكون الابن مؤهلاً للخوض في السياسة لأنها مسألة حساسة جداً بالنسبة للمجتمع. وأنا ارى انه ليس بالضرورة وان كنّا ضد الاقطاع السياسي، ان نرفض هذه الفكرة رفضاً قاطعاً، وأنا اعتبر نفسي ملزماً إكمال خط والدي من اجل التغيير والاصلاح ومن اجل تطبيق المبادئ العامة التي نتفق عليها، لكني أؤكد بأني غير ملزم اتباع الخط الذي اختاره هو، حيث ان لي نظرة سياسية تختلف، لكنها لا تتعارض مع نظرته، وألفت هنا بأني لا اجد من الضروري ان اكون بعثياً مثله بل ممكن ان اكون منظماً في "حزب الله". ما هو الدور الذي تلعبه أمك في حياتك؟ - أمي هي صمام أمان العائلة كلها، لقد تحملت وحدها مسؤولية تربيتنا عندما لم يكن والدي قادراً على الوجود قربها، كانت تدير امور المنزل بطريقة ممتازة في غيابه، وقد تركت تأثيراً كبيراً على حياتي وعلاقاتي، وطبعت شخصيتي بكثير من السمات، كالحنان والتعقل والصبر وحسن الادارة والتدبير، لذلك أتمنى ان يطيل الله بعمرها وعمري لكي أوفيها جزءاً بسيطاً من حقها. هل تعتقد ان انشغال والدك بالشأن العام دفعك لتحمل مسؤولية نفسك باكراً؟ - تحملت مسؤولية نفسي باكراً، لكن ذلك نتج عن التربية التي اتبعها أهلي، خصوصاً أن والدي كان معنياً ومنشغلاً بشكل دائم بالشأن العام. وكنت أتطلع منذ صغري لأن اتحمل مسؤوليات مماثلة لتلك التي يحملها، لذلك ارى ان الانسان الذي ينشأ في بيت سياسي وبطريقة صحيحة، يستفيد ويكتسب الكثير من الصفات التي تجعله رجلاً صغيراً ساعياً وراغباً بتحمل مسؤولية نفسه. من هم أصدقاؤك؟ - أصحابي كثيرون ومن جميع الطبقات، منهم اصدقاء الطفولة، الذين ما زالت تربطني بهم علاقات اخوية قوية، ومنهم اصدقاء الدراسة الذين تتعدد وتختلف مستوياتهم وخلفياتهم، فأنا بشكل عام لا اخاطب وأصادق الطبقة والمظهر انما اخاطب الانسان، لذلك تجدني لا اشعر بتمايز يحدد علاقاتي.