انتقلت المواجهات المسلحة بين فصيلين مواليين للحكومة السودانية تتنازع قواتهما السيطرة على ولاية الوحدة في جنوب السودان، الى الخرطوم، اذ هاجم مسلحون تابعون للقائد باولينو ماتيب مكتباً تابعاً للولاية في العاصمة السودانية، واصابوا موظفاً في المكتب بالرصاص وتحرشوا بوزير في الولاية. ووقعت معارك عنيفة بين مؤيدي رئيس مجلس الجنوب رئيس "جبهة الانقاذ" الدكتور رياك مشار وحليفه السابق ماتيب للسيطرة على ولاية الوحدة منذ نهاية العام الماضي. وتوقفت المعارك بعد اتفاق توصل اليه الجانبان برعاية مستشار الرئيس السوداني آمد الطاهر حمدون لكن المواجهات تجددت اخيراً. ويركز النزاع على السيطرة على الولاية الغنية بالنفط بعد فشل مرشح ماتيب في الفوز في انتخابات الولاية وفوز تعبان دينغ وهو احد قادة مشار. واصيب موظف العلاقات العامة عابدون قرجاك في الهجوم على مكتب الولاية في الخرطوم. وتحرش المهاجمون بوزير التعليم في الولاية مبارك كول كيج وعضو البرلمان ميار مادينغ اللذين صودف وجودهما في المكتب. وطالب والي الوحدة تعبان دينغ الرئيس عمر البشير بالتدخل "لحسم الخلافات التي يفتعلها باولينو مع قيادات جبهة الانقاذ" التي يقودها مشار. واعتبر ان هذه الخلافات تعرض اتفاق الخرطوم للسلام الذي وقعته الحكومة مع الفصائل الجنوبية المنشقة عن العقيد جون قرنق في نيسان ابريل 1997. وقال ان "الاعتداءات المسلحة" على مكاتب التنسيق يومي الاثنين والثلثاء الماضيين استهدفت قيادات "جبهة الانقاذ" ممثلة في مشار وشخصه، واتهم باولينو بخطف بشير قيل سائق مشار وشخصين آخرين ينتميان الى قبيلة النوير. واوضح ان باولينو حوّل منزله الواقع في الخرطوم الى "قلعة فيها اكثر من مئة مسلح ينفّذون عمليات". واوضح وزير التربية في ولاية الوحدة ان حكومته "بات" في خطر نتيجة التهديدات المستمرة من قوات باولينو". وحذّر من "السماح لمن تمرسوا في الاغتيالات بأن يجعلوا الخرطوم مسرحاً لعمليات تضر أمن الوطن" ودعا الاجهزة الامنية الى "وضع يدها على القوات التي نشرها باولينو في معسكرات النازحين في دار السلام وجبل اولياء" قرب الخرطوم. وأوضح مسؤول في الحكومة الاتحادية ان الخرطوم قد تصدر قرارات مهمة في الايام المقبلة لحسم امر الفصائل المسلحة. ولمح الى ان القرارات قد تشمل نزع سلاح الفصائل وترحيلها الى معسكرات خارج العاصمة.