لم يتبدد امس الغموض الذي يكتنف مصير آلاف اللاجئين من ألبان كوسوفو الذين ابعدتهم مقدونيا عن حدودها ولم تستطع منظمات الاغاثة الدولية تحديد اماكن وجودهم الجديدة، فيما علم ان القوات اليوغوسلافية تمنع تدفق المهجرين خارج الحدود. واعلنت واشنطن ان لديها معلومات موثوقاً بها تؤكد ارتكاب القوات الصربية مجازر في ثماني قرى على الاقل في كوسوفو. ووافق الرئيس الاميركي بيل كلينتون على زيادة حجم القوات الجوية الاميركية التي واصلت امس، مع قوات حلف شمال الاطلسي توجيه الضربات للجيش الصربي. ولم يمنع هذا الأمر اعطاء فرصة للرئيس القبرصي سبيروس كيبريانو من اجل التوسط في بلغراد لاطلاق الجنود الاميركيين الثلاثة الأسرى، على قاعدة ان يتم ذلك من دون شروط يفرضها الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش. راجع ص7. وكشف وزير الخارجية الالماني رئيس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي في اجتماع ضم وزراء خارجية الاتحاد "خطة طموحة" تقترحها بون لضمان الاستقرار في البلقان، وهي تقضي بعقد "طاولة مستديرة" بين عواصم المنطقة لبحث قضايا الحدود وحقوق الأقليات وعودة اللاجئين والتعاون الاقتصادي. وتوافق الخطة على وجود صربيا لكنها لا تعتبره شرطاً لازماً، كما انها تعطي للأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في اوروبا وللهيئات المالية الدولية ادواراً في "ميثاق الاستقرار". وعلم في واشنطن ان ادارة الرئيس كلينتون تتجه الى الموافقة على طلب قائد حلف الاطلسي الجنرال الاميركي وسلي كلارك زيادة حجم القوات الجوية، في وقت توالت الجهود الديبلوماسية الدولية لاقناع الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش بالقبول بالشروط الاطلسية مقابل وقف الغارات الجوية والاستعدادات البرية. وحددت الادارة الاميركية امس مهلة زمنية للوسيط القبرصي الرئيس كيبريانو الموجود في بلغراد في مسعى لاطلاق الجنود الاميركيين الثلاثة. وأعرب مسؤول في البيت الأبيض عن الأمل بامكان اطلاق الثلاثة لكنه حذر من المبالغة في التفاؤل خصوصاً ان واشنطن غير مستعدة لتقديم اي تنازل مقابل اطلاقهم، لا سيما اعلان موقف لوقف النار خلال عطلة عيد الفصح الشرقي. وشدد المسؤولون الاميركيون على الشروط الاطلسية وهي: وقف العمليات العسكرية اليوغوسلافية في كوسوفو وانسحاب القوات الصربية من الاقليم وعودة المهجرين بمرافقة قوة أمن دولية واستئناف مفاوضات السلام على اساس "اتفاق رامبوييه" الذي يعطي البان كوسوفو حكماً ذاتياً. وأظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة "نيويورك تايمز" ان غالبية الاميركيين تؤيد سياسة كلينتون في بلغراد 52 في المئة مقابل 36 في المئة في حين اقتربت نسبة مؤيدي الحرب البرية من المعارضين، اذ ايدها 46 في المئة وعارضها 48 في المئة. لكن 70 في المئة من الاميركيين ايدوا الحرب البرية اذا كان هدفها منع انتشار الحرب في أوروبا.