وجه الإدعاء الاسكتلندي امس الاتهام رسمياً الى الليبيين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة اللذين سُلما أول من أمس الى الاممالمتحدة التي نقلتهما الى هولندا. وتضمن الاتهام أنهما ضالعان في التآمر لقتل مدنيين وتهديد سلامة الملاحة الجوية. وقالت أ ب سوزان ستيوارت الناطقة باسم الحكومة الاسكتلندية للصحافيين الذين يتابعون قضية محاكمة الليبيين في زيست كامب في هولندا، ان ممثلي الادعاء الاسكتلندي تلوا أمس الاتهام بالعربية والانكليزية للمقرحي وفحيمة، وانه تم أخذ صورهما وبصماتهما. وأو ضحت ان لائحة الاتهام تضمنت اسماء ضحايا تفجير الطائرة الاميركية فوق لوكربي عام 1988 عددهم 170 ضحية، بينهم 189 اميركياً. وأضافت ان المقرحي 46 عاما وفحيمة 42 عاماً اُتهما بالقتل والتآمر للقتل، وانتهاك القوانين التي تضمن أمن الملاحة الجوية. وللسلطات الاسكتلندية فرصة حتى 15 نيسان ابريل الجاري لإحالة الرجلين رسمياً على المحكمة التي سيرأسها ثلاثة قضاة اسكتلنديين بدل هيئة المحلفين. وبموجب القانون الاسكتلندي يجب ان تبدأ المحاكمة خلال 110 أيام. لكن يتوقع ان يطلب الدفاع مهلة لتحضير دفوعهم، مما قد يؤدي الى تأخر بدء المحاكمة من ستة اشهر الى سنة. ومتى بدأت المحاكمة، فإنه يتوقع ان تستمر قرابة سنة أو اكثر. وإذا دين الرجلان - وهما يصران على براءتهما - فإنهما سيسجنان في سجن برليني في غلاسكو. في غضون ذلك، انتقل العمل في زيست كامب من مرحلة التهيؤ والاختبار الى مرحلة العمل. واتخذت أفواج الحراس الاسكتلنديين مواقعها في مختلف النقاط الحساسة من المعتقل الذي كان يضم حتى قبل أربع سنوات طائرات حلف شمال الاطلسي. وعلى طول السياج الطويل للقاعدة الجوية السابقة، تولت دوريات متحركة عمليات المراقبة، فيما بدأت لجنة التحقيق أولى جلساتها أمس. ودشنت الجلسة مرحلة جديدة من أعمال المحاكمة التي ينتظر ان تنهي نزاعاً مريراً، تخللته أعمال عسكرية وعقوبات على طرابلس. وفي تطور مثير على جبهة المتهمين الليبيين، علمت "الحياة" ان طرابلس تخلت عن جميع المحامين الغربيين والأميركان الذين تولوا المرافعات في محكمة العدل الدولية لسنوات، أو الذين قدموا الاستشارات اللازمة في القانون الدولي. وقال فلاديمير فلاديميروف رئيس محامي الدفاع الغربيين ل"الحياة" امس "ان الليبيين قطعوا علاقاتهم بالفريق الغربي للدفاع الذي يضم اميركيين واسكتلنديين بعد اتضاح الوجهة التي ستتخذها القضية". وأبلغ فلاديميروف، وهو هولندي الجنسية، ويعتبر أحد أبرز المتخصصين بشؤون المحاكمات الدولية "الحياة" ان آخر اتصال تلقاه من ليبيا كان في نهاية شهر شباط فبراير الماضي. ومنذ ذلك التاريخ أوقف الليبيون عملية تبادل الوثائق والمراسلات "من دون إنذار سابق". وانشغلت امس الديبلوماسية الليبية في ترتيب اقامة ذوي المتهمين في مناطق قريبة من سجن زيست كامب اطلق عليه الاسكتلنديون اسم سجن صاحبة الجلالة - زيست تمهيداً لإقامة طويلة قد تستغرق عامين.