بذلت دول التحالف الغربي جهوداً حثيثة من أجل تخفيف معاناة النازحين الألبان من كوسوفو. لكن استمرار تدفق هؤلاء في طوابير، جعل المهمة صعبة. وظل ما لا يقل عن 60 ألف نازح يفترشون الأرض في المنطقة الحدودية المقدونية أمس الاثنين، فيما بدأت الأمراض المعدية تنتشر بينهم. ويجري العمل على اقامة ملاذين آمنين للنازحين احدهما في البانيا والآخر في مقدونيا اضافة الى استمرار وصول الطائرات التي تنقل مساعدات الاغاثة العاجلة. وحسب التقديرات المتوفرة فإن حوالي 400 ألف الباني نزحوا من الاقليم. وشاهدت "الحياة" بواسطة المنظار صباح أمس في المنطقة الحدودية المقدونية طوابير البان على مدى أميال بين منعطفات الجبال وفي الغابات وهم يتوجهون بهدوء نحو حدود مقدونيا. وأعلن في سكوبيا امس انه تقرر الابقاء على مئة ألف نازح الباني في ملاذات آمنة في كل من البانياومقدونيا بينما سيوزع الآخرون بأعداد غير متساوية على دول أوروبية وأميركية. وفي المنطقة الحدودية المقدونية استمرت الحافلات طوال أمس بنقل اللاجئين الى الملاذ لكن "البساط البشري ظل من دون نهاية". وأبلغ المسؤول في منظمة "أطباء بلا حدود" الكس وينكلور "الحياة" ان "أمراضاً معدية بدأت تنتشر بين اللاجئين وبينها اشتباه بحصول اصابات بالكوليرا". وزارت "الحياة" "الملاذ الآمن" في مقدونيا الذي أقيم في منطقة رادوشا، غرب سكوبيا على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع كوسوفو. ونصبت فيه آلاف الخيام وتم ايصال الماء والكهرباء اليه. وأحيط بأسلاك شائكة وتحرسه وحدات من قوات حلف شمال الأطلسي اضافة الى عدد من عناصر الشرطة المقدونية. ولا يسمح بالدخول اليه أو الخروج منه الا باذن خاص من القوة الأطلسية التي تحرس مداخله. وذكر أحد الجنود الأطلسيين انه نقل الى المعسكر أكثر من 25 ألف الباني وهو يتكون من أقسام عدة. وفي سكوبيا، ابلغ مسؤول الباني في الحكومة المقدونية "الحياة" ان السكان الالبان في مقدونيا الذين يبلغ عددهم أكثر من نصف مليون نسمة ما يزيد عن ربع السكان مستاءون من حصر النازحين في مخيم "وكأنهم أسرى". وأضاف ان الوزراء الألبان الخمسة في الحكومة المقدونية الائتلافية طلبوا بصورة رسمية "ان يسمح للنازحين بالاقامة في بيوت خاصة يوفرها لهم المواطنون الالبان والمنظمات الانسانية في مقدونيا". ولم يستبعد المسؤول الذي تحدث الى "الحياة" انسحاب الوزراء الالبان من الحكومة "إذا أصرت الحكومة على موقفها بالابقاء على اللاجئين في معسكرات مغلقة". وأشار الى أن ذريعة الحكومة المتعلقة من المخاوف بأن يخل اللاجئون بالتوازن العرقي في مقدونيا "ليست مقبولة لأن هؤلاء اللاجئين ستكون لهم سجلات خاصة".