قال رئيس مجموعة "اونا" المغربية السيد فؤاد الفيلالي ل "الحياة" انه ينتظر رداً من السلطات السعودية في شأن عروض لإقامة مشاريع شراكة استثمارية في قطاع المعادن كانت مجموعته اقترحتها على جهات رسمية سعودية في وقت سابق. واعتبر ان السعودية تملك موارد معدنية هائلة تمكنها من زيادة وتنويع الدخل القومي وعدم الاكتفاء بايرادات النفط على رغم كونها أكبر بلد منتج للطاقة. وقال ان دراسات تقنية قامت بها معاهد وجامعات عدة أكدت مدى أهمية وتنوع قطاع المعادن في السعودية. وأضاف: "مجمل العمل الفني تم انجازه وننتظر الموافقة السياسية، وسيكون مؤسفاً عدم استكمال الخطة". وتابع يقول: "نحن مجموعة عربية متوسطة الحجم ونملك خبرة وتجربة دولية كبيرة في مجال المعادن تفوق 70 سنة، وبامكاننا مساعدة الاخوة السعوديين في هذا المجال عبر شراكة استثمارية وتأهيل العاملين". وقال الفيلالي في حوار خاص مع "الحياة"، في مكتبه في الدار البيضاء، لمناسبة تقديم النتائج السنوية للمجموعة، ان مشاريع المعادن تمثل 20 في المئة من مجموع نشاط "اونا" لكنها تحظى بأكبر نسبة من استثمارات البحوث والدراسات لمواجهة المنافسة الدولية المحتدمة. وأشار الى انه، على رغم انخفاض أسعار المواد الأولية في السوق الدولية العام الماضي، تمكنت المجموعة من تحقيق أرباح في القطاع المعدني وأصبحت تنتج أربعة في المئة من اجمالي الانتاج العالمي من مادة الكوبالت وبدأت تجربة انتاج الذهب. وزاد: "لمست لدى الاخوة السعوديين ادراكهم ضرورة تنويع مصادر الدخل. وهم لديهم موارد هائلة وتقنية عالية يمكن تسخيرها لهذا الغرض، ونحن على استعداد للتعاون ولنا تجربة تمتد عقوداً في هذا المجال ونتطلع الى اشراكهم في برامجنا الاستثمارية، وقلنا لهم ان المغرب بلد استثمار ويمكن تحقيق ربحية عالية فيه". وتحدث السيد الفيلالي عن مشاريع معدنية باشرتها مجموعته في كل من غينيا ومالي وساحل العاج والنيجر في اطار صيغة تعاون مع دول غرب افريقيا، فقال ان "اونا" تملك فرعاً دولياً ابتورغ ينشط في دول جنوب الصحراء ويسوق منتجات غذائية وصناعية منها سيارات "مرسيدس". وحول الخلاف الناشئ مع مجموعة عثمان بن جلون بشأن تملك حصص في شركات التأمين كانت تابعة لأطراف فرنسية، قال: "كانت لنا رغبة منذ سنتين في شراء تلك الحصص لكننا اعتبرنا المبلغ كبيراً جداً 400 مليون دولار وهو ما جعلنا نتخلى عن العرض لأن العملية ليست مربحة بالنسبة إلينا. لكن ذلك لم يمنعنا من إعادة هيكلة الشركات التابعة لنا في قطاع التأمينات إذ أصبحنا نملك 11 في المئة من نشاط السوق عبر الشركة الافريقية للتأمين وشركتي اكما ولحلو - التازي التابعة لفرع ديوان للمحفظات المالية". وتتساءل "اونا" عن موقف الحكومة المغربية من الموضوع ومدى موافقة مكتب الصرف المشرف على النقد والقطع الأجنبي على تسديد مبلغ 400 مليون دولار قيمة الصفقة واخراجه بالعملة الصعبة. وكان الخلاف الذي أثارته الصفقة ارجأ عقد مجالس بعض المجموعات الاقتصادية ومنها "اونا" و"الشركة الوطنية للاستثمار" بفعل التركيبة المحدثة في بعض مجالس الادارة. وكشف الفيلالي ل "الحياة" ان مجموعته شرعت في استثمار 200 مليون دولار السنة الجارية لتطوير قطاعاتها الاستراتيجية الأربعة وهي: الصناعة الغذائية والمعادن والتجارة والتوزيع والتأمينات والمصارف. وقررت المجموعة انشاء مجمعي سوبرماركت سنوياً من نوع "مارجان"، وهي ستفتح متجراً ثانياً في الرباط قبل نهاية السنة الجارية بكلفة 150 مليون درهم مما سيتيح توظيف 500 من العاملين. كما ستفتح متاجر أخرى في كل من مراكش واغادير وفاس والجديدة وصولاً الى اقامة 20 متجراً ممتازاً، ما يساعد المجموعة على تقليص كلفة انتاج السلع المختلفة "لأن المنافسة تفرض علينا خفض الكلفة وهذا لن يتسنى سوى بتوسيع الأسواق وزيادة عدد المحلات التجارية للمجموعة". وتقضي الخطة في المرحلة المقبلة الانتقال الى الاستثمار في المدن الصغيرة والمتوسطة واقامة محلات على غرار ما هو موجود في المدن الكبرى. وتقضي الخطة كذلك بإعادة هيكلة الصناعات الغذائية مثل انتاج السكر والزيوت والمواد الدهنية والالبان بهدف خفض الكلفة ومواجهة المنافسة الدولية. وتحقق أسواق "مرجان" حالياً مبيعات بلغت العام الماضي 1.7 بليون درهم. ويقدر عدد الزبائن الذين يرتادونها بنحو 28 ألف شخص اسبوعياً. وتقترح تلك المحلات صيغة الأداء المؤجل عبر بطاقات الفائز. واثنى الفيلالي على التغيير الحكومي في المغرب ووصول حكومة السيد عبدالرحمن اليوسفي واعتبر انها تعزز الخيار الديموقراطي الذي اختاره الملك الحسن الثاني، لكنه أشار الى أن التنمية ليست قضية الدولة وحدها والى ان القطاع الخاص موكولة له مهمة المساهمة في تطوير البلد ورفع حجم الاستثمارات فيه ومستوى معيشة السكان، لا سيما في ظل العولمة والانفتاح الدولي والمنافسة العالمية واقتصاد السوق.