مونتريال - "الحياة"، أ ف ب - بات علم نونافو، المقاطعة التي ولدت أول من امس اثر فصل مساحات شاسعة من اراضي منطقة الشمال الغربي في كندا، يرفرف في ايكالوي العاصمة في نهاية يوم من الاحتفالات برزت فيها تقاليد شعب الاينوي الذين يشكلون الاكثرية الساحقة. وتعد هذه المنطقة التي تكبر مساحتها باربع مرات مساحة فرنسا، 25 الف نسمة، 85 في المئة منهم من شعب الاينوي. يذكر أن منطقة الشمال الغربي التي اقتطعت منها المقاطعة الجديدة تتبع الحكومة الفيديرالية في اوتاوا هي ومنطقة أخرى تسمى يوكون. وسائر الأراضي الكندية يتألف من مقاطعات لكل منها نظام خاص وحكومة وبرلمان محليان. أعضاء الجمعية التشريعية للمقاطعة الجديدة أدوا يمين الولاء امام مندوبة الملكة في كندا هيلين ماكساغاك، وكانوا يرتدون الثوب التقليدي المزركش لاعياد الاينوي. اما رئيس الوزراء بول اوكاليك فقد ارتدى سترة وحذاءين من جلد الفقمة. وصبغت التقاليد جميع الاحتفالات التي اجريت في حضور رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان. واضيئت المشاعل الزيتية التي كانت تضفي في ما مضى قليلاً من الحرارة والضوء في الاكواخ الثلجية. وطوال النهار، صدحت المغنيات بالاناشيد واقيمت الرقصات على وقع الطبول. ووضعت زلاجة كبيرة مغطاة بجلد من حيوان الرنة في وسط الجمعية التشريعية للجلسة الاولى. وازيح الستار عن علم نونافو ذي اللونين الابيض والاصفر ويتوسطه الاينوكشوك وهو كناية عن رسم مبنى من الحجارة موجود على عدد من تلال الشمال الكبير ويرشد الى الطرق، وفي الزاوية نجمة زرقاء هي النجمة القطبية. وطلب قدامى زعماء نونافو من زعمائها الجدد الاهتمام بالبحر والارض والحيوانات والطيور. وقال احدهم "استعاد الناس السيطرة على الارض التي هم وحدهم يفهمون حقيقة روحها". وقالت النائبة الفيديرالية نانسي كاريتاك-ليندل "اخيراً، فإن هذا اليوم بات حقيقة، لقد حل يومنا العظيم". واضاف اوكاليك "اننا لا نحلم. لقد نجحنا. انه انتصار للديموقراطية" التي نسمع صداها "في جميع ارجاء العالم". واعترف بان المهمة كبيرة في منطقة تعاني كثيرا من المشاكل الاجتماعية. واكد الوزير الفيديرالي للشؤون الهندية والشمال جاين ستيوارت "يكفي ان نحلم بشيء حتى نحققه". وقال احد الاينوي: "الامر لن يتغير بين ليلة وضحاها. سيستغرق بعض الوقت لكننا واثقون من النتيجة". واكدت السيدة ماكساغاك ان "احترامنا للقيم التقليدية سيكون مرشدنا في قراراتنا". وقال كريتيان "سنساعدهم، واعتقد ان الامور ستكون على ما يرام". وحفلت مائدة كبيرة بمختلف الاطعمة التي تؤكل نيئة كالموكتاك لحم الحوت مع جلده ولحم الرنة وسمك الاومبل وخبز البانوك خبز محلي. وطوال النهار شارك سكان ايكالوي في "عيد شعبي" بالالعاب ومعارض النحت والاغاني والرقصات والموسيقى. وبني كوخ ثلجي في وسط هذه القرية التي يبلغ عدد سكانها 4500 نسمة حيث تصل الحرارة الى 40 درجة تحت الصفر.