اكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر مقتل اربعة سودانيين، بينهم ثلاثة مسؤولين حكوميين وموظف في الهلال الاحمر، كانوا قيد الاعتقال لدى "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي قالت انهم قتلوا خلال هجوم شنته القوات الحكومية في محاولة لاطلاقهم الاسبوع الماضي، وان عدداً كبيراً من قوات "الحركة الشعبية" قتل ايضاً في معارك تلت الهجوم. وفي الخرطوم دعا وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل لمؤتمر صحافي يعقده اليوم لإعلان موقف الحكومة "من الحادث ومن الصليب الاحمر". وقال وزير العدل علي محمد عثمان ياسين ل "الحياة" ان اجتماعاً عقد امس ضمه ووزيري الخارجية والتخطيط الاجتماعي والقيادة السياسية "لمناقشة ما حصل بتأنٍ ومن كل الجوانب حتى يأتي موقف الحكومة بعد دراسة مستفيضة". وقال :"كنا نأمل من المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته ويواجه حركة المتمردين ويحافظ على سلامة المخطوفين ... والعلاقة مع الصليب الاحمر تقوم على مواثيق واتفاقات يلتزمها الجانبان، وسيتطرق بيان الحكومة غداً اليوم الى كل هذه الامور". وكانت "الحركة الشعبية"خطفت السودانيين الاربعة وموظفين سويسريين يعملان لدى "الصليب الاحمر" في 18 شباط فبراير في منطقة فاريننق المحاذية لبانتيو في غرب اعالي النيل، واطلق السويسريون في 12 من الشهر الماضي. وعبر الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر اورس بوغلي عن أسفه لمقتل السودانيين الاربعة، وقال من جنيف في اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" امس انه لا يستطيع تأكيد ما إذا كان السودانيون الاربعة قتلوا على ايدي القوات الحكومية كما تدعي "الحركة الشعبية". وزاد: "ليست لدينا معلومات في هذا الشأن، ومنذ عملية الاعتقال لم يعد لدى الصليب الاحمر أي وجود في المنطقة ... لكن يمكنني التأكيد أننا سعينا الى اطلاق جميع المخطوفين، وعندما اطلقت الحركة الشعبية موظفينا السويسريين شعرنا بحرج كبير وواصلنا سعينا الى اطلاق المحتجزين السودانيين". وقال :"نأمل بأن يلقي هذا الحادث الضوء على 60 الف عائلة سودانية يعيش افرادها في خطر دائم في جنوب السودان". وطالب "الحركة الشعبية" والحكومة بمواصلة تعاونهما مع اللجنة. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان في اتصال هاتفي ل "الحياة" امس :"الحادث مؤسف، ولكن الحكومة تتحمل مسؤولية وفاة السودانيين الاربعة الذين قتلوا على ايدي قواتها ... ولدى الحركة الشعبية تقاليد راسخة في التعامل مع الاسرى، إذ اطلقنا اكثر من الف اسير خلال العامين الماضيين من بينهم 83 من الضباط والجنود على رأسهم العميد نصرالدين حماد خليل. وسبق للحركة الشعبية ان اعلنت عن وجود الاسرى الاربعة لديها، ولدىنا حالياً اكثر من مئة اسير حكومي في جنوب النيل الازرق وعشرات آخرين في اقليم الاستوائية وهم على اتصال دائم باللجنة الدولية. فكيف يُعقل ان نقتل اربعة اسرى ولدينا مئات آخرون".