أعلن متمردو «الحركة الشعبية – الشمال»، الذين يقاتلون الحكومة السودانية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، عن إطلاق 130 من الأسرى لديهم، ضمن ما أطلقت عليه تسمية عملية «النوايا الحسنة». وتسلم الصليب الأحمر الدولي الأسرى من كاودا معقل «الحركة الشعبية» في منطقة جنوب كردفان، ليغادروا على متن طائرة خاصة بالصليب الأحمر الدولي إلى أوغندا ومنها إلى الخرطوم. وبعض الأسرى ظلوا في الأسر منذ منتصف العام 2011 عندما اندلعت الحرب في المنطقة. وقالت «الحركة الشعبية» في بيان أمس، إنها أفرجت عن الأسرى «لإدخال الفرحة إلى قلوب آلاف أسرى الحرب»، موضحةً أن «الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ساهم بفاعلية في إجراء الاتصالات اللازمة مع دولتي السودان وجنوب السودان لتمكين الصليب الأحمر الدولي من نقل الأسرى إلى أوغندا». وقال الأمين العام للحركة ياسر عرمان إن من بين المفرج عنهم العقيد في الجيش رفعت عبدالله فضل، والبيروني بابكر أحمد علي أحد رموز الجهاد في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعدما أعلن الحزب مقتله وأقامت عائلته سرادق لتلقي العزاء. وأضافت الحركة أن اتصالات الزعيم الديني الشيخ عبدالله أزرق طيبة، ومجموعة «سائحون» ساهمت في إتمام الخطوة. وتضم «سائحون» مئات من شباب الحركة الإسلامية التي تُعدّ مرجعية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، ويرفعون شعارات «إصلاحية». إلى ذلك، حذرت الولاياتالمتحدة من انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة «الحركة الشعبية- الشمال»، في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق خلال شهرين، ما لم تتوصل الحكومة السودانية والحركة إلى اتفاق يسمح بوصول الإغاثة. وحض القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم ستيفن كوتسيس، الحركة الشعبية على السماح بدخول المساعدات إلى مناطق سيطرتها. وطالب الحركة ب «إلغاء الشروط السياسية التي تمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى محتاجيها والسماح لمساعدات إنسانية للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها». وأوضح إن هذا الاتفاق لا يعيق ونشجع بقوة ترتيبات منفصلة لعمليات الإجلاء الطبي اللازم أو تبادل السجناء من خلال دولة طرف ثالث». وأكد القائم بالأعمال الأميركي أن التوترات والمناوشات ستظل مستمرة «طالما ظلت الأطراف المتنازعة قريبة بعضها من بعض، وهذا من شأنه إلحاق ضرر أكبر بالمدنيين». وأبدى أسفه لعدم تمكن الأطراف من الاتفاق حول طريقة لتوصيل المساعدات لمناطق سيطرة عليها، مضيفاً أن «هذا المأزق يضر السودانيين في المناطق التي تخضع للحركة الشعبية ويمنع السودان من المضي قدماً في خارطة الطريق الأفريقية للسلام والمصالحة». وجدد كوتسيس استعداد الولاياتالمتحدة لتوصيل الإمدادات الطبية ولقاح التحصين للسكان في المناطق التي تخضع تحت سيطرة الحركة في جنوب كردفان والنيل الأزرق. في شأن آخر، هدد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت باجتياح معقل قوات حركة التمرد التي يقودها رياك مشار في منطقة فقاك قرب الحدود الأثيوبية مع بلاده. وقال إن الحرب ستأتي عندما تذهب الحكومة إلى معقل المتمردين. وحضّ سلفاكير قيادات قبيلة النوير التي يتحدر منها مشار على استخدام نفوذهم لإقناع المتمردين بوضع أسلحتهم جانباً والانضمام إلى عملية السلام. وتابع: «إذا لم تستطع قيادات المعارضة المنشقة عن مشار برئاسة نائبه تعبان دينق من التأثير على حاملي السلاح الذين يعملون على زعزعة الاستقرار فسندحرهم بالقوة». من جهة أخرى، أعلن جيش جنوب السودان أنه اعتقل 4 من عناصره بتهمة الاعتداء الجماعي على 10 نساء في قرية قريبة من العاصمة جوبا في شباط (فبراير) الماضي. وقال الناطق باسم الجيش الجنرال لول رواي كوانغ، إن تلك الجرائم وقعت في قرية كوبي (40 كيلومتراً جنوبيجوبا) حيث كان الجيش يبحث عن مشتبه بهم في مقتل جنرال بأيدي مسلحين مجهولين. وذكرت وسائل إعلام محلية أن جنوداً عذبوا واعتدوا على ما لا يقل عن 11 امرأة وفتاة إحداهن تبلغ من العمر 13 سنة فقط. وأضاف الناطق باسم الجيش أن «تحقيقاً فُتح واعتُقل 4 من ضباط الجيش».