مع اقتراب سنة اولى احتراف من نهايتها في الملاعب الاماراتية، يعكف اتحاد الكرة هذه الايام على تقويم التجربة المحلية؟ وتؤكد معظم آراء منّ يلتفون حول مائدة البحث نجاح التجربة على رغم كل ماعلق بها من سلبيات بالغ البعض في تصويرها. وعلمت "الحياة" من داخل اروقة الاتحاد ان هناك اتجاهاً للابقاء على التجربة لموسم آخر وبالنظام ذاته الذي جرت به مسابقة الموسم الجاري، واهم ملامحه اقامة البطولة من ثلاثة ادوار. ويبدو ان رقم 3 سيكون الرقم المفضل لدى اتحاد الكرة الاماراتي خلال الموسم المقبل... لأن النية تتجه ايضا الى زيادة اللاعبين الاجانب المسموح بتسجيلهم في كل ناد الى 3 لاعبين كحد اقصى بدلاً من اثنين، على ان يتواجد منهم اثنان فقط على ارض الملعب. ويعد هذا التعديل العددي اضافة جديدة ومفيدة لدعم النظام الاحترافي الذي يسعى اليه الاتحاد، كما انه يعد استجابة لمطلب كثير من الاندية، في مقدمها العين الذي كان حالاً فريداً هذا الموسم عندما تعاقد مع اربعة لاعبين هم الغاني عبيدي بيليه والمغربي رشيد الداوودي والبوركيني سيدو تراوري، وأخيراً الغاني عبدالله شيلا واضطر الى اشراك بيليه وتراوري محلياً، وبيليه والداوودي وشيلا آسيوياً. وربما كان من اشد المتحمسين ايضا لهذا التوجه "الثلاثي" أي الادوار الثلاثة والاجانب الثلاثة، المدير الفني للمنتخب الاماراتي كارلوس كيروش الذي يرى ان تطور الكرة الاماراتية مرهون بالمضي قدماً في طريق الاحتراف، ولم يعد هناك وقت للتراجع او حتى التوقف. إلا أن هذا التوجه تعترضه سلبيات عدة افرزها التطبيق، ويصر راصدوها على ضرورة حلها قبل ان ينتقل اتحاد الكرة بنظامه الى خطوة جديدة قد تجلب معها سلبيات اخرى... فالقرارالاحترافي الذي اتخذه اتحاد الكرة في كانون الثاني يناير 1998 كان يتضمن السماح بأمرين، أولهما بدء الاندية في تنفيذ اجراءات الاحتراف، وثانيهما استقدام لاعبين أجانب... لكن ما تم بالفعل كان تطبيقاً للشق الثاني فقط، بينما غاب الأول تماماً، وهو ما جعل تخطيط الاتحاد الاماراتي يبدو وكأنه يسير على قدم واحدة. وتطبيق الاحتراف بشكله الامثل يستلزم بالطبع الكثير، وخاصة العنصر المادي المتعلق بتمويله، وهو ما يشغل بال الاماراتيين ويضعونه على مائدة البحث حالياً. على جانب آخر، من المتوقع ان تشهد لوائح اللاعبين الاجانب في الاندية الاماراتية تغييرات شاملة في الموسم الجديد، وقد تصل نسبة التغيير الى اكثر من 90 في المئة... أي أن أندية قليلة هي التي ستبقي على اجانبها.والمفارقة هنا تكمن في ان قائمة هدافي الدوري معظمها من الاجانب باستثناء قلة من الاماراتيين في مقدمهم مهاجم الاهلي يوسف عتيق، ورغم ذلك يرى معظم الاندية ان محترفيه ليسوا في مستوى الطموح، وان كان متوقعاً ان يجعل قرار السماح بالاجانب الثلاثة عند صدوره بعض الاندية يراجع موقفه بشأن عود من اللاعبين الموضوعين على لائحة البيع. وسيكون الاهلي هو اسرع الأندية استغناء عن لاعبيه الاجانب، حيث لم يبرز النيجيريان انطوني وكينغسلي بالشكل المطلوب رغم ان الاهلوية اشركوا الاخير في معظم مباريات الموسم من باب قلة الحيلة. واعترفت ادارة الاهلي انها اول من شرب مقلب الاجانب، بعد ان كانت ايضاً اول من تعاقد معهم! ومن المفارقات أيضاً، ان اكثرالاجانب بروزاً في الدوري الاماراتي هذا الموسم هو لاعب رأس الخيمة مارتشيللو البرازيلي الذي كان فريقه اول من ضمن الهبوط مبكراً. وسجل مارتشيللو بمفرده ما يقرب من 90 في المئة من اهداف فريقه، وهو ما جعل اكثر من ناد كبير يلهث خلفه. وقد تكون المفاجأة الحقيقية في الوحدة، حيث تنوى ادارة النادي الاستغناء عن السنغالي البوري لاه الذي لم يشفع له حصوله على لقب هداف الدوري، فيكون هو أول المعروضين على لائحة البيع.