قرر لبنان تقديم شكوى الى لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل بعد اصابة مدنيين أول من امس بقصف اسرائيلي على الجنوب، في حين أكدت واشنطن العمل على تهدئة الاوضاع، واعتبرت موسكو ان التهديدات الاسرائىلية للبنان "غير جدية". بيروت - "الحياة"، واشنطن - رويترز - أعلن رئيس الحكومة سليم الحص ان لبنان تقدم امس بشكوى الى لجنة المراقبة، بعد اصابة أم وطفلها في جرجوع، من جراء قصف اسرائيلي استهدف البلدة واقليم التفاح، ويتوقع ان تعقد اللجنة اجتماعها الاسبوع المقبل، كما تبيّن للجانب اللبناني فيها، الذي أجرى اتصالات بالجانبين الاميركي والفرنسي. وتعليقاً على التطورات الجنوبية الاخيرة، ومنها جرح ثمانية جنود اسرائىليين وثلاثة عناصر من "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل في عملية ل"حزب الله" على موقع سجد من ضمن 18 عملية اول من امس، أكد السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد، بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي ان "الولاياتالمتحدة ما زالت تهتم جدياً بالاوضاع في جنوبلبنان وتتابعها عن كثب". واعتبر ان "العنف ليس لمصلحة أحد". وقال "اننا نحاول العمل على تهدئة الوضع ونقوم باتصالات مع الاطراف كافة للتهدئة"، مشيراً الى انه "لا يرى حتى الآن تطوراً مهماً" كي تجري بلاده اتصالات سريعة لضبط الوضع. ولفت الى ان واشنطن "تعمل من اجل التفاهم، وما يهمها السلام العادل والشامل في المنطقة وخصوصاً في الجنوب". ولاحظ السفير الروسي اوليغ بريسبكين، بعد زيارته الخارجية اللبنانية امس، "ان التهديدات الاسرائىلية للبنان ليست جديدة، وسبقتها تهديدات بضرب محطات الكهرباء والمياه". وقال "ان ذلك غير مقبول وغير ممكن ونرى انهم يفعلون ذلك للعرض قبيل الانتخابات الاسرائىلية في 17 ايار مايو وليس من مصلحة اي جانب تصعيد التوتر والمشكلات العسكرية في هذه المنطقة". وكان وزير الدفاع الاسرائىلي موشي ارينز قال في واشنطن بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت، ان بلاده تريد من الولاياتالمتحدة حثّ سورية على الحد من نشاط "حزب الله" في الجنوب. واضاف ان هذا النشاط "تقلص سابقاً بعدما نقل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية مارتن انديك رسالة بهذا المعنى الى وزير الخارجية السورية فاروق الشرع". وقال ان جنوبلبنان يمثل الآن "برميل بارود" وان الصراع هناك "قد يتصاعد في شكل يخرج عن السيطرة، واعتقد ان هذا ليس شيئاً يريده الرئيس السوري حافظ الاسد، لكنه قد يحتاج الى رسالة قوية ونأمل بان تعزز الولاياتالمتحدة هذه الرسالة". واستبعد فكرة انسحاب اسرائىلي منفرد من جنوبلبنان قائلاً "اذا انسحبت فسيحصل هذا ببساطة جبهة القتال تتقدم الى الحدود الاسرائىلية وسيواصل مقاتلو حزب الله القتال لهزيمة اسرائيل". واضاف "ان سورية لا بد من انها مستعدة للاصغاء الى الولاياتالمتحدة لانها ترغب في ان ترفع من القائمة الاميركية للدول الارهابية، ولان جيشها واقتصادها في حال سيئة ولانها في عزلة". لكن أرينز لم يعرض على دمشق حوافز للتعاون في جنوبلبنان. الى ذلك، أبعدت القوات الاسرائىلية امس حسين هاني الخماسي من بلدة حاصبيا عبر معبر زمريا بعدما اعتقلته مساء اول من امس. وأوضح انه اعتقل في احدى نوادي حاصبيا ونقل الى مقر أمن "الجنوبي" في تلة زغلة وأبلغ في اليوم التالي قرار الطرد ومنعه من العودة. ويعمل الخماسي في صحيفة "الرأي العام" الكويتية وقد وصل الى بلدته حاصبيا قبل شهر ونصف الشهر لقضاء اجازته.