السيد المحرر تحية طيبة وبعد، بعد انسحاب المرشحين الستة من السباق للانتخابات الرئاسية في الجزائر، تهاوى ما تبقى من ديكور تعددي أريد له أن يزيّن العملية ويكسبها هالة وصدقية من خلال استغلال سمعة وحجم المتنافسين، لمواصلة التزييف وسرقة أصوات الشعب كما سُرقتا أثناء كل المناسبات السالفة التي أعقبت انقلاب كانون الثاني يناير 1992. وإصرار النظام على المضي بمرشح واحد أوحد يشكل الدليل الألف على استهجان النظام لكل شيء اسمه حرية وتعددية ومعارضة. ويتضح الآن للجميع حرص النظام على رفض حضور مراقبين دوليين تحت ستار السيادة. والفارق بين ديكور انتخابات 1995 المزخرفة بأشكال "تلبي أذواق الكثير" من نحناح الإسلامي إلى سعيد العلماني أو البربري حسب مقتضيات المرحلة إلى بوكروح الوطني المثقف البراغماتي وبين فضيحة 1999 واضح للمتابعين. فالسيد بوتفليقة برهنت كل المؤشرات، ومن ضمنها تصريحاته، أنه رئيس حفنة من الجنرالات مدعومة من زمرة النفعيين. وسمعة النظام تزداد تلطيخاً وتفقد كل صدقية. أما رئيس الجزائر المفروض والمرشح الواحد الأوحد المسؤول عن التصفيات السياسية للمعارضين في داخل البلاد وخارجها في عهد الرئيس بومدين حين كان يمثل الرجل الثاني، والمتهم باختلاس ملايين الدولارات من خزانة الوطن، فاكتسب صفة أخرى لا تقل شناعة وهي التزوير. ولا يحتاج التزوير الى مزيد من الأدلة فحتى البرلمان المنبثق من الانتخابات التشريعية السابقة انتهى إلى نتيجة مفادها أن الانتخابات المذكورة صاحبتها عمليات تزوير واسعة، وجاء ذلك في تقرير للجنة تحقيق شكلت من داخل البرلمان. اخيراً، كيف لرئيس تم انتخابه "تعييناً" من قبل مخابز صانعة الرؤساء من خلال أسوأ انتخابات نظمها النظام عقب انقلاب 1992 ان يحل معضلة تتطلب تضافر الجهود كافة؟ فهل سننتظر سنوات أخرى حتى يخرج إلينا هو الآخر كزروال وغيره ليعترف باستحالة الحل؟ الرباط - عكاشة أبو لقمان