لن أنسى أبداً مغامرتي في رالي اسبانيا، المرحلة الخامسة من بطولة العالم للراليات 1999، ففيه اثبت اشياء كثيرة لكل من كان يشكك في قدرتي، وفرضت نفسي على خريطة بطولة العالم للمجموعة "ن". قبل بداية الرالي الاسباني كانت معنوياتي عالية، وادركت ان بامكاني تحقيق نتيجة جيدة، لكن ما تحقق باحتلالي المركز الاول فاجأ كثيرين، اولهم انا... انها حقاً نتيجة مشرفة لي ولبلدي وهي فاقت توقعاتي. لم يكن الأمر سهلاً، بدليل الفارق الزمني البسيط 22 ثانية بيني وبين صاحب المركز الثاني الايطالي مانفريناتو... ثلاثة ايام من التنافس القوي مع الايطالي وبطل العالم تريلليس من الاوروغواي تمكنت من حسمه لمصلحتي في نهاية المطاف. قسوت وضغطت على نفسي وحافظت على تركيزي حتى خط الوصول لأحصد 13 نقطة قفزت بي الى صدارة بطولة العالم برصيد 26 نقطة وبفارق 4 نقاط عن تريلليس. ولأن الرالي اقيم على طرقات معبدة كان عليّ تبديل اسلوب قيادتي ليتماشى مع هذه الارضية التي تتطلب من السائق تثبيت السيارة والسيطرة عليها بدل انزلاقها يميناً ويساراً كما هي الحال على المسارات الحصوية. واضاف تقلب درجات الحرارة رونقاً على الرالي، وتآكلت الاطارات بسرعة في المراحل الطويلة والحارة وتعرض بعضها لثقوب... استعملت اطارات بيريللي التي تناسب المسارات الحصوية وواجهت متاعب كثيرة كادت تفقدني اللقب لكن الامر نفسه طارد منافسيي فتراجعوا أيضاً. وأريد في المناسبة شكر الملاح طوني سير كومب الذي لعب دوراً كبيراً في تحقيق هذا الانجاز وخطط للفوز كما يجب، والتفاهم تام بيني وبينه رغم اننا نخوض رالينا الرابع سوياً فقط. كما اريد التنويه بفريق راليات المانيا المحترف الى ابعد حدود وصاحب الخبرة والباع الطويلين في تحضير سيارات الرالي، وطبعاً الشركات الداعمة لي وعلى رأسهم مؤسسة الزبير. ولا اخفي سراً ان بوسعي التطور كثيراً على الاسفلت وانا الذي لم اخض أي سباق من قبل على هذه الارضية، ومع الخبرة سيأتي هذا التطور. ومع قليل من الخبرة ستتحسن اوقاتي على الاسفلت وآمل ان تكون بداية مرحلة التطور هذه في رالي كورسيكا بعد اسبوعين الذي يقام ايضاً على طرقات معبدة. اتربع حالياً على صدارة ترتيب بطولة العالم للمجموعة "ن" وكونوا على ثقة بانني لن ابخل بنقطة عرق او جهد للاحتفاظ بهذا المركز حتى نهاية البطولة.