تجاوز الهلال كل الظروف، واثبت لاعبوه انهم نجوم مواقف حين قهروا الاهلي وسط جمهوره بهدف سجله قائدهم خالد التيماوي بعد 4 دقائق و15 ثانية من بداية اللقاء الذي اقيم على ملعب رعاية الشباب في جدة في ذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، على الرغم من النقص في صفوف الفائز واكتمال صفوف الخاسر. مباراة الفريقين كانت بالدرجة الاولى مباراة مدربين... وقد تعامل مدرب الهلال لوري، الذي لم يكمل 72 ساعة مشرفاً على الفريق، مع ظروف فريقه بذكاء المدربين الكبار وحافظ بكل الطرق المتاحة على الهدف المبكر، في حين اخفق مدرب الاهلي امين دابو ولم يكن في مستوى الحدث نهائياً سواءً على صعيد التشكيلة او الاسلوب او التغييرات وساعده لاعبوه على ذلك لافتقادهم الروح القتالية... وستقام مباراة الاياب الخميس المقبل في الرياض، وسيكون من الصعب جداً الا يتواجد "الزعيم" في لقاء القمة ضد الاتحاد او الشباب. واحكم الهلال سيطرته مبكراً على مجريات المباراة، فسدد عبدالله الجمعان كرة قوية بعد دقيقة و15 ثانية صدها حارس الاهلي الغامدي، ثم سدد بشار عبدالله في جسم عبدالله سليمان 2... هاتان الكرتان كانتا تنذران بخطر هلالي محدق. وبعد ثوان قليلة من الدقيقة الرابعة بكر قائد الهلال ونجمه الكبير خالد التيماوي في تسجيل الهدف من خطأ في زاوية حدود منطقة الجزاء الاهلاوية فتجاوزت كرته جميع مدافعي الاهلي وعانقت الكرة شباك عبدالمجيد الغامدي. وتوقع الجميع ان يستفز هذا الهدف لاعبي الاهلي للهجوم وتسجيل التعادل، الا ان ماحدث كان العكس تماماً. اذ انخفضت الروح الاهلاوية وعبث لاعبو "الابيض" بالكرة وكان لدفاع الهلال الكلمة العليا بوجود الشريدة والزامبي ليتانا يدعمهما لاعبا الوسط المدافعان خميس العويران وعمر الغامدي... والاخير قدم اداءً ممتازاً ينبيء عن مولد نجم هلالي جديد، وفشل مهاجما الاهلي الاكوادوري ومعه خالد القهوجي وهما لاعبا وسط بالاصل في التخلص من الرقابة، وذهبت جهود الموهوب القهوجي هباءً منثوراً لعدم وجود من يسانده. حاول الاهلي الهجوم ولكن من دون تكتيك واضح، وكان خالد مسعد سلبياً في كل شيء، وشاركه السلبية حمزة صالح ومازن بصاص، وحاول السنغالي عبدول ان يفعل شيئاً في الجهة اليمنى للاهلي الا ان اليد الواحدة لا تصفق، في حين كان وسط الهلال حيوياً بوجود التيماوي والعويران ولطف والغامدي. فالانطلاقات محددة، والتوغل كان ناحية الاطراف والقاء القبض على مواطن القوة في الاهلي. وفي غمرة الاندفاع الاهلاوي تجاه مرمى الهلال كان النجم الكويتي بشار عبدالله يقود المرتدات الزرقاء بخطورة بالغة، ولو وجد من يسانده في الهجوم لاخذت المباراة شكلاً غير الشكل الذي انتهت عليه... ولم يكن المهاجم الآخر في الهلال عبدالله الجمعان سيئاً لكنه اجهد كثيراً لمساندته في الوسط، وشكلت قذائفه التي سددها خطورة متناهية على المرمى المواجه. "المأساة" لم يشهد الشوط الاول فرصاً حقيقية غير الهدف الوحيد، وركلة جزاء في الدقيقة 18 لم يحتسبها الحكم عمر المهنا الذي وصفه رئيس الهلال الأمير بندر بن محمد ب"المأساة"، ومكثت الكرة طويلاً في منتصف الميدان. وارتفع الاداء قليلاً في الشوط الثاني الذي كاد يشهد هدفين الاول من تسديدة القهوجي الهائلة من خارج منطقة الجزاء الهلالية وقد طار لها حارس الهلال حسن العتيبي ببراعة 48، والثاني من تسديدة عنيفة جداً من الجمعان وقد صدها الغامدي ببراعة 51 وادرك لوري بعد مرور نصف الشوط الثاني ان الاهلي يهاجم بكل السبل، فعزز من معاناة الاهلاويين عندما سحب بشار عبدالله ومحمد لطف واشرك مكانيهما لاعبي الوسط الحمروني والمسعري لتتضاعف الصعوبة على دابو في ادراك التعادل لغياب خط وسطه من جهة وسلبية هجومه من جهة اخرى على الرغم من ادخاله للمهاجمين ابراهيم سويد وعايد البلوي ومحمد دابو مكان العبدلي ومازن بصاص وسوزا... وتدخل لوري مرة أخرى فاشرك نواف التمياط مكان الجمعان... وبعد خروج مهاجمي الهلال اوعز لوري الى التيماوي والتمياط قيادة الهجوم واستغلال الاندفاع الاهلاوي، وكاد التيماوي يعزز التقدم الهلالي عندما سدد كرة قوية ابعدها حارس الاهلي الى ركنية 69. وظل الوضع الاهلاوي كما هو عليه حتى نهاية المباراة حيث كان يهاجم بعشوائية وارتجالية، وكان الهلال يدافع ببسالة ويرتد بخطورة الى ان طرد مدافعه عبدالله الشريدة 89 ونجح الهلاليون في المحافظة على التقدم في الدقائق الخمس الاخيرة وهم ناقصو العدد، وتحقق لهم ذلك بالارادة والتصميم. الهلاليون يتحدثون وصف رئيس الهلال الأمير بندر بن محمد فريقه ب "الكبير"، وقال:"الهلال فريق كبير ينجح معه اي مدرب، لانه يضم في صفوفه كثيراً من النجوم. المباراة كانت قوية، انتزعنا الفوز من فريق كبير، وفي مباراة الاياب لن ننظر الى نتيجة الذهاب وسنركز على الفوز وحده". وأعرب قائد الهلال خالد التيماوي عن سعادته بالفوز، وقال: "الهلال فريق لا يتأثر بالنقص، لعبنا بطريقة محكمة رسمها لنا المدرب لوري... اعتقد ان الروح المعنوية المرتفعة لدى اللاعبين ساعدتنا على الفوز". وأكد بشار عبدالله "ان البديل الجاهز لدى الهلال هو سر تفوقه".