نفى وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون ان يكون طلب من الزعماء الروس التوسط بين تل ابيب ودمشق، ونقل اقتراح بانسحاب اسرائيلي أحادي الجانب من جنوبلبنان بموافقة سورية، واستئناف المفاوضات على الجولان، على مرحلتين. ولم ينتظر شارون حتى يعود من زيارته موسكو، وسارع الى الإدلاء بتصريح الى اذاعة الجيش الاسرائيلي قبل ساعات قليلة من مغادرته العاصمة الروسية ليؤكد ان "النبأ كاذب من أوله حتى آخره"، مضيفاً ان المسألة لم تطرح أبداً في المحادثات التي اجراها مع الروس راجع ص 4 وقال انه حاول اقناع الروس بوقف صفقات الأسلحة لسورية، ووقف تسريب المعلومات التكنولوجية الخاصة بالأسلحة البالستية وغيرها الى ايران. واكد محرر الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف في خبر انفرد بنشره ان شارون عرض على الروس "العودة الى الشرق الأوسط" ونقل اقتراح اسرائيلي الى السوريين ينفذ على مرحلتين: الأولى موافقة سورية على انسحاب عسكري اسرائيلي "منظم" أحادي الجانب من لبنان ومنع "حزب الله" أو منظمات اخرى من تنفيذ عمليات عسكرية ضد القرى الحدودية شمال اسرائيل. وبحسب الاقتراح تنفذ هذه المرحلة قبل الانتخابات النيابية في اسرائيل. أما المرحلة الثانية فتتضمن استئناف المفاوضات مع السوريين "بعد اعادة انتخاب بنيامين نتانياهو لرئاسة الحكومة ويبحث خلالها انسحاب اسرائيلي من الجولان وتسويات أمنية واتفاق سلام". وتجاهل زئيف في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية نفي شارون، مشيراً الى ان الأخير يرى ان انسحاباً منظماً للجيش الاسرائيلي من جنوبلبنان بموافقة سورية "سيساعد نتانياهو جداً في معاودة انتخابه". وتشبث بالمعلومات التي وردت في تقريره الصحافي مشيراً الى ان لدى وزير الخارجية الاسرائيلي "ما ينفيه كل يوم". ورأى ان شارون يحاول "إبعاد الولاياتالمتحدة عن الدور الذي تمارسه في الشرق الأوسط من خلال طرحه عرض الوساطة على السوريين". واعرب عن اعتقاده بأن "مغامرة شارون مع روسيا لن تتكلل بالنجاح لأنها لا تتضمن وعداً كافياً وملزماً لسورية في ما يتعلق بالانسحاب من كامل الجولان". وعلى رغم تأكيد شارون في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" ان هدف زياراته لموسكو هو "كسب أصوات المهاجرين الروس"، اثارت الزيارات وتصريحاته التي ألمح فيها الى سعيه الى رسم "استراتيجية اسرائيلية سياسية جديدة" غضب الادارة الاميركية والكونغرس. وسبب هذا الغضب هو ان الحكومة الاسرائيلية التي طلبت من واشنطن فرض عقوبات على موسكو بسبب "تزويد ايران معلومات تكنولوجية لصناعة الأسلحة غير التقليدية" باتت تفاوض موسكو على "تعزيز العلاقات والتعاون الاقتصادي وتبادل التكنولوجيا معها". في بيروت قالت مصادر رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ل"الحياة" انه ناقش مع السفير الاميركي ديفيد ساترفيلد "اموراً لا يمكن الافصاح عنها". وعلم ان السفير نقل رسالة الى الحص عكست تصعيداً في الموقف الاسرائيلي، رداً على مقتل جندي اسرائيلي بتفجير عبوة قرب قلعة الشقيف - ارنون أول من أمس مما ترتب عليه اجراء رئيس الحكومة اتصالات شملت الأممالمتحدة الى جانب السفير الفرنسي في بيروت دانيال جوانو، بهدف قطع الطريق على اي تصعيد اسرائيلي.