اتخذت تجربة الفوازير طابعاً بيئياً في البداية، إذ انتجت "فوازير" شامية لتعرف بالعادات والتقاليد المندثرة والموجودة المرتبطة بدمشق، والعادات الشامية اخرجها حسان حمدان واختار قصر نظام الذي يعود تاريخه إلى أوائل العهد العثماني موقعاً أساسياً للتصوير، وهذا المكان المليء بالتحف والمفروشات الأثرية أضاف إلى الفوازير الكثير، كل حلقة تتحدث عن الاسم الشامي لشيء يرتبط بتراث دمشق أو اسم عادة قديمة. ويقول المخرج: "بدأنا العمل ولم يكن هناك كادر متخصص بالاستعراض الفني، ولا مختصون بالكتابة أو الموسيقى الاستعراضية أو الرقص أو الغناء الاستعراضي. وكانت الفرق الراقصة شعبية تتقن الرقص الفولكلوري والدبكات ولا تتطرق لأي نوع من الرقص العالمي أو رقصات الشعوب، ولكننا تدربنا على ذلك وحاولنا تقديم عملنا بكل اتقان واحتراف". لكن النجاح دفع "شركة الشام" إلى الاستمرار في تقديم تجاربها، فقدمت "فوازير أبواب" من اخراج حسان حمدان وتمثيل رانيا السبع وغزوان الصفدي، و"فوازير كوابيس" التي تتألف كل حلقة منها من مشهدين يتخللهما استعراض راقص، وهو عبارة عن حوار بين البطل والبطلة، وبعد ذلك يتم طرح "الحزورة" من خلال أغنية. وقدم في هذا العمل 30 استعراضاً راقصاً، وهذا تطلب نوعاً من المرونة والمعرفة. وتحولت المصاعب إلى انتاجية بحتة، حيث يتطلب العمل الاستعراضي انتاجاً مرتفعاً وهو يدخل في إطار المغامرة بالنسبة إلى الشركات الممولة والمنتجة كون الاستعراضات مكلفة. وعلى رغم ان الانتاج السوري ما زال جديداً، إلا أن الاستعراض اثبت جدارته وجودته في المحطات التلفزيونية العربية. ويقول المخرج حسان حمدان: "المطلوب من سورية خمسة أعمال فوازير لمحطات عربية متنوعة، وهذا رقم جيد يدل على أن المحطات العربية اعتمدتنا بلداً منتجاً للفوازير، والمشكلة تكمن بمقارنتنا بمصر وبأعمال شريهان تحديداً، وهذا يضعنا في إطار محدد لا يسمح لنا بالتطور، ومهما حاولنا ضمنه فسنبقى مقلدين تابعين، لذلك كسرنا هذا الطوق، ونحاول تقديم المبتكر والجميل، خصوصاً بعد حصولنا على التقنيات الحديثة المتطورة لصناعة الفوازير والاستعراضات وتطور الكادر الفني في أعمال الاستعراض". وانتجت "شركة الشام الدولية" فوازير "مين... وين"، وهي من اخراج ناجي طعمة وتمثيل نورمان أسعد وأيمن رضا وباسم ياخور وهذه التجربة تتناول المهن التراثية والمدن العربية. ففي كل حلقة مهنة تراثية بدأت بالانقراض يسلط عليها الضوء، وتقدم "الحزورة" عن اسم المهنة وأيضاً تتناول مدينة عربية نتعرف إليها من خلال مشهدين كوميديين لفتاة تعمل في مكتب للسياحة ولديها جاران شابان يحاولان ملاحقتها وهي تتهرب منهما بإعطاء معلومات مغلوطة عن المدينة التي تريد السفر إليها، وقدمت ضمن استعراضات متميزة ومبتكرة.