عبر قطار الدوري البحريني الجسر الذي يربط العاصمة المنامة بجزيرة المحرق ليعيد درع الدوري إلى خزانتها المفضلة في مقر نادي المحرق، شيخ الأندية الخليجية. وهي المرة ال23 التي يفوز بها المحرق ببطولة الدوري وبفارق شاسع عن أقرب منافسيه الرفاع الغربي حامل اللقب في الموسمين الماضيين والذي لم يفز بالبطولة سوى 6 مرات. وهبط من القطار في محطة الدرجة الأولى راكب مهم هو الهلال الذي نتج عن عملية دمج فاشلة بين ناديي الوحدة والقادسية. اسمه "ممتاز"! ولم يشذ دوري 1999 عن قاعدة الهبوط الحاد الذي أصاب مستوى المسابقة في السنوات الأخيرة حتى أصبح لا يمت بصلة لمسماه "الممتاز". وزادت المحن على دوري هذا الموسم، لأنه بدأ بعد أسبوعين من الاخفاق الذريع للمنتخب البحريني في كأس الخليج الرابعة عشرة وحل فيها خامساً على أرضه، ما شكل صدمة لكافة عناصر اللعبة بدءاً من المسؤولين وعلى رأسهم الاب الروحي للرياضة البحرينية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الذي غاب عن حضوره المعتاد لمتابعة المباريات، معللاً ذلك بهبوط المستوى، وانتهاءً بالجماهير التي قاطعت المباريات بما فيها جمهور المحرق والأهلي وهما يمثلان أكبر قاعدة جماهيرية في البحرين، وبالتالي انعكس ذلك على الشكل العام للدوري الذي انتهى بمثل ما بدأ! تناقضات ويسير الدوري الممتاز البحريني وفق النظام التقليدي دوري من دورين بمشاركة عشرة فرق، على أن يتوج الفريق الأكثر جمعاً للنقاط بطلاً، في حين يهبط الفريق الأخير إلى دوري الدرجة الأولى التي يصعد بطلها إلى الممتاز في الموسم التالي. وفي ظل الحال المتواضعة للدوري من حيث ضعف الاستعدادات لأغلب الفرق والظروف التي تواجه اللاعبين الهواة، فقد نتج عن ذلك تراجع لبعض الفرق المعروفة إلى مراكز متأخرة مثل الهلال الذي هبط، والرفاع الشرقي بطل الدوري قبل 4 مواسم الذي انقذ نفسه من المأزق في الأسابيع الأخيرة، فيما تألقت على حساب ذلك الفرق "المكافحة" كمدينة عيسى الذي احتل المركز الخامس للمرة الأولى في تاريخه، والحالة السادس... اما البسيتين الصاعد للمرة الأولى في تاريخه فقد استطاع الحصول على تأشيرة البقاء لموسم آخر في "دوري الأضواء"! معركة المدربين وكسب المدرب الوطني الكابتن أحمد صالح الدخيل، مدرب المحرق، "معركة" المدربين التي خاضها ضد مدربين من مختلف الجنسيات، على رغم أنه تسلم مهمته في لحظة حرجة بعد إقالة المدرب البرازيلي روبرتو في مطلع رحلة الاياب، فبث ذلك روحاً جديدة في لاعبي الفريق الذين "استأسدوا" مع ابن جلدتهم وامتزجت حلاوة الروح مع القوة والإصرار، فأفرزت في النهاية بطولة غابت عن عرين البطولات البحرينية في المحرق ثلاثة مواسم! وكالعادة، أطلت "مقصلة المدربين" برأسها في الدوري، فطالت رأس مدرب المحرق البرازيلي روبرتو، وأيضاً مدرب الرفاع الغربي الروماني مالدوفان الذي خلفه مدربه السابق السويدي نيلسون، وعجز مدرب الهلال الوطني فاروق صالح عن تغيير حال فريقه فقدم استقالته وتسلم المهمة مدرب وطني آخر هو عدنان ايوب الذي عجز هو الآخر في عملية الانقاذ من الهبوط، في حين احتفظ الآخرون بمناصبهم وهم: اليوغوسلافي ايفان الأهلي والكرواتي ليليان الرفاع الشرقي والمصري حسن الشاذلي الحالة والنجم الدولي العراقي السابق حسن فرحان البحرين والتونسي علي الشهيبي للعام الرابع على التوالي البديع والوطنيان عزيز أمين البسيتين وغازي الماجد مدينة عيسى. وعاجلاً أم آجلاً سينظر المسؤولون في الاتحاد البحريني لكرة القدم في جدوى مشاركة اللاعب الأجنبي في الملاعب البحرينية الذي عاد منذ الموسم الماضي، بيد أنه لم يجد القبول والتفاعل المطلوب، خلافاً لما كان عليه الوضع في الفترة الأولى لمشاركة الأجانب في عقد الثمانينات التي كانت ثرية، حيث برز الغاني كوراشي الذي لعب مع المحرق موسمين، والبرازيلي برونو مع الرفاع الغربي، وأيضاً السعودي عادل العنايشة والمصري عادل دسوقي المحرق والسوداني محمد آدم الوحدة. بيد أن الوضع اختلف هذه المرة لأسباب عدة أبرزها ضعف الإمكانات المالية للتعاقد مع لاعبين عرب أو أجانب أكفاء، خصوصاً في ظل الصراع المحموم عليهم في المنطقة الخليجية، وحتى الأندية التي حاولت تحدي واقعها لم تجد سوى بعض اللاعبين العرب "المغمورين". ففي الموسم الماضي تعاقد المحرق مع لاعبين ليبيين وأنهى عقديهما، كما تعاقد الغربي مع النيجيري بامكو وأنهى أيضاً عقده، وعزز الهلال صفوفه بالسوداني وليد محيي الدين والأردني أمجد عبدالكريم محترف سابق في العربي الكويتي واستمرا معه في الموسم الحالي... والاستثناءات كانت نادرة، إذ دخل اللاعب العراقي هذه المرة على الخط بتعاقد نادي البحرين مع العراقيين مهند بوغضب ورزاق فرحان اللذين أثبتا قدرات هجومية جيدة أفادت الفريق ودخلا معاً بورصة الهدافين. ويبدو أن التعاقد مع لاعبين بارزين من الأندية المحلية الأخرى بات الخيار الأفضل للأندية، خصوصاً الكبيرة والمقتدرة، لتدعيم صفوفها بدلاً من خيار اللاعب المستورد في ظل ضيق ذات اليد. لقطات أخيرة شهدت البطولة تسجيل 280 هدفاً، وكان خط هجوم المحرق الأقوى، إذ سجل 36 هدفاً وكان دفاعه كذلك الأقوى فلم يدخل مرماه سوى 12 هدفاً على رغم اعتزال حارسه الدولي الشهير حمود سلطان الموسم الماضي. حافظ مهاجم الرفاع الغربي الدولي راشد جمال على لقب هداف الدوري برصيد 13 هدفاً. الترتيب العام للفرق: المحرق ثم الرفاع الغربي والأهلي والبحرين ومدينة عيسى والرفاع الشرقي والحالة والبسيتين والبديع والهلال. كلام الصور