اعترف حلف شمال الأطلسي أمس بأن طائراته قصفت خطأ أهدافاً مدنية أول من أمس، وأبدى أسفه لذلك، محملاً المسؤولية عن حادث قصف القافلة المدنية إلى سياسة التهجير التي يتبعها الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. وتجنبت واشنطن التعليق على الخطة الألمانية للحل في كوسوفو، وأشارت على لسان وزير الدفاع وليام كوهين إلى أن القصف قد يستمر حتى الصيف. وجاء في السياق نفسه تأكيد وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال هنري شيلتون في شهادتين أمام الكونغرس استمرار العمليات ورفض ارسال قوات برية. راجع ص7 وواصلت بلغراد اعطاء إشارات متناقضة عن موقفها من الأفكار التي اقترحها وزير الخارجية الألماني جوشكا فيشر، فالناطق باسم الخارجية رفض في شكل قاطع وجود قوات أجنبية بصرف النظر عن مرجعيتها، لكن معلومات توافرت ل"الحياة" من بلغراد أكدت وجود اتصالات سرية بين ميلوشيفيتش والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وكل من الفاتيكانوروسيا والمانيا وفرنسا. وصرح وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين بأنه لا بد من اشراك روسيا ومجلس الأمن، في حين أعرب المستشار الألماني غيرهارد شرودر عن ترحيبه بلقاء الممثل الخاص للرئيس الروسي بوريس يلتسن فيكتور تشيرنومردين الذي امتدح المبادرة الألمانية. وكان امس يوم ازمة كوسوفو في الكونغرس الاميركي، اذ ادلى كل من كوهين وشيلتون وأولبرايت بشهادة في شأن تطورات الحملة الجوية ضد القوات اليوغوسلافية، وشرحوا اسباب عدم اشراك القوات البرية في المعركة حتى الآن، على رغم انتقادات وجهها عدد من النواب والشيوخ طاولت سياسة الادارة الاميركية في تفادي ارسال هذه القوات. وقال كوهين ان قرار الحملة الجوية كان اطلسياً اتخذ بالاجماع، مشيراً الى عدم وجود موافقة كلية على استخدام القوات البرية، في حين لفت شيلتون الى ان مجلس حلف شمال الاطلسي اكد ضرورة عدم التخطيط لارسال قوات برية للمشاركة في القتال. وأضاف كوهين ان الخيارات التي كانت متوافرة لدى الادارة هي إما الامتناع عن فعل اي شيء، أو تنفيذ الحملة الجوية الاطلسية وإما ان تتدخل الولاياتالمتحدة في شكل منفرد. وذكر ان الادارة اختارت الاجماع الاطلسي على الضربات الجوية. وأعرب عن اسفه لسقوط ضحايا مدنيين نتيجة قصف طيران الاطلسي خطأ قافلة اللاجئين في كوسوفو، لكنه لام ميلوشيفيتش محملاً اياه مسؤولية التسبب في الازمة ومأساة اللاجئين. وشدد كوهين وأولبرايت على عزم واشنطن المضي في العمليات الجوية ضد الصرب الى ان ينفذ ميلوشيفيتش شروط الحلف. وكانت الادارة رفضت الاقتراح الألماني بوقف النار 24 ساعة لاعطاء الصرب مهلة لتنفيذ الشروط. وزاد كوهين ان على ميلوشيفيتش ان يسحب قواته من كوسوفو ويسمح بعودة جميع اللاجئين والمهجرين الى منازلهم، وتمكينهم من ممارسة حكم ذاتي والسماح بنشر قوات أمن دولية بقيادة الاطلسي. وقال: "هذه ستبقى اهدافنا ونحن مصممون على تنفيذها". وتحدث عن سيناريو التدخل البري الذي رفضه الحلف ويقضي بارسال حوالى 75 الف جندي لغزو كوسوفو واحتلالها وارسال حوالى مئتي الف جندي لاحتلال بلغراد وصربيا. وتابع ان هذا السيناريو "وضع على الرف". واعتبرت اولبرايت ان ازمة كوسوفو والصراع في البلقان يؤكدان الحاجة لادخال هذه المنطقة في "ديموقراطية الأسرة الأوروبية - الاطلسية". وأضافت ان احدى نتائج هذا النزاع يجب ان تكون مرتكزة الى توجه شامل متعدد الجنسية وبعيد المدى و"لا نريد لهذا النزاع ان يكون مقدمة لنزاعات اخرى".