أعلنت إدارة الرئيس بيل كلينتون ان المبعوث الأميركي السفير ريتشارد هولبروك سيزور بلغراد اليوم لابلاغ الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش ان التحضيرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي على قدم وساق وأن خياره هو اما القبول باتفاق السلام أو مواجهة العمل العسكري للحلف. راجع ص 7 وجاء ذلك في بيان أصدرته أمس وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت وكشفت فيه عن ارسال المبعوث هولبروك في مهمة أخيرة الى بلغراد. وقالت اولبرايت ان هولبروك سينقل مساء اليوم الاثنين الى ميلوشيفيتش ان تحضيرات الغارات الجوية الأطلسية ضد القوات اليوغوسلافية تتم الآن وسيبلغه انه يواجه "خياراً" واضحاً هو: "وقف عدوانه ضد البان كوسوفو والقبول بالحل الانتقالي وبقوات اطلسية لتنفيذ هذا الحل، أو تحمل مسؤولية عواقب الضربات العسكرية" للحلف. وجاء بيان اولبرايت بعد مداولات أجراها كلينتون أول من أمس مع اعضاء مجلس الأمن القومي وأبرزهم اولبرايت ووزير الدفاع ريتشارد كوهين ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال هنري شيلتون ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت. وتردد أن العمليات العسكرية ستبدأ فور فشل هولبروك في مهمته على رغم ان رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف سيبدأ زيارة لواشنطن غداً الثلثاء. وكان المستشار بيرغر أعلن في مقابلة أمس مع شبكة "سي. بي. اس" التلفزيونية ان تصرفات الرئيس اليوغوسلافي تشكل "تهديداً للسلام والاستقرار في المنطقة". وكرر ما قالته الوزيرة اولبرايت في بيانها لكنه رفض تحديد موعد زمني لبدء العمليات العسكرية التي وصفها بأنها ستكون مكثفة. وأضاف بيرغر ان سيناريو التحرك الأميركي والأطلسي سيكون على الشكل الآتي: إذا غيّر ميلوشيفيتش طريقه وقبل السلام، عندئذ لا ضرورة للعمليات العسكرية. وإذا لم يقبل ذلك سيظهر الحلف مدى جديته في مواجهة "العدوان" الصربي وسيعمل على ردع الصرب من القيام بمزيد من الأعمال العسكرية في كوسوفو وأخيراً، الحاق الضرر بالجيش اليوغوسلافي بشكل كبير. وكان مبعوث الرئيس كلينتون الى البلقان السيناتور بوب دول صرح أمس بأن لا حاجة الى زيارة جديدة لهولبروك وان المطلوب توجيه الضربات العسكرية فوراً. واقترح على رئيس الوزراء الروسي تأجيل زيارته لواشنطن. لكن بيرغر قال ان قرار التأجيل مسألة تعود الى بريماكوف نفسه، وان القرارات ستتخذ بمعزل عن زيارة رئيس الوزراء الروسي وعلى أساس تطورات الوضع على الأرض. وأعلن حلف شمال الأطلسي بعد اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين وسفرائه أمس في بروكسيل انه "لم تبق أمام الرئيس ميلوشيفيتش الا ساعات فقط للتراجع عن تحديه لاتفاق السلام المقترح حول كوسوفو وذلك قبل أن يصبح العمل العسكري من جانب الحلف أمراً محتوماً". وعلى الصعيد الميداني، أفادت المصادر الصربية ان قواتها دخلت بلدة سربتسا الى الغرب من بريشتينا وأنه "تجري ملاحقة جيوب الارهابيين التي لا تزال موجودة في القرى المجاورة". وذكر شهود ان العاصمة بريشتينا بدت محدودة الحركة أمس وان حشوداً عسكرية صربية جديدة وصلت الى ضواحيها.