في غضون يومين فقط، أجرت إسلام آباد اختبارين على صاروخين متوسطي المدى رداً على الإختبار الذي أجرته نيودلهي على صاروخ "أغني 2" والذي يبلغ مداه 2200 كم و قادر على حمل رأس نووي وقال الناطق باسم الخارجية الباكستانية أن بلاده أكملت أمس الخميس سلسلة أختباراتها على الصورايخ المتوسطة. وذكر بيان للخارجية أن هذا الإختبار عزز من مكانة الأمن القومي الباكستاني وسيساعد في صيانة التوازن الإستراتيجي في جنوب آسيا. والصاروخ الذي تمت تجربته امس هو صاروخ "شاهين" الذي يبلغ مداه الاقصى 600 كلم ويمكنه ان يجهز بشحنة تقليدية او نووية. وقالت مصادر في اجهزة الدفاع ان الشحنة يمكن ان تزن طنا واحدا. وجاء ذلك غداة اجراء تجربة ناجحة لصاروخ "غوري - 2" الذي يبلغ مداه الاقصى 2300 كلم. وتأتي الإختبارات الصاروخية قبل أيام من بدء زيارة رسمية لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى موسكو وهي الأولى من نوعها لمسؤول باكستاني على هذا المستوى منذ الزيارة التاريخية التي اضطلع بها الرئيس الباكستاني السابق الجنرال ضياء الحق لحضور جنازة الرئيس السوفياتي أنذاك ليونيد بريجنيف عام 1981. وحسب المصادر الباكستانية فإن المحادثات ستتطرق إلى العلاقات الهندية - الباكستانية والقضية الأفغانية خصوصا وأن موسكو انتقدت نيودلهي للمرة الاولى لإجرائها الإختبار الصاروخي الذي اعتبرته أنه يضر بالأمن في جنوب آسيا . ورأت مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة في إسلام آباد تحدثت الى "الحياة" أن هذه الزيارة تأتي بعدما تجاهلت الإدارة الأميركية رغبة شريف بزيارة واشنطن الأمر الذي دفعه إلى التوجه نحو موسكو لإظهار مدى انزعاجه سيما وأن الأخيرة تود ابتزاز الغرب وأميركا بالتحديد على أساس قدرتها على اللعب في جنوب آسيا ما دامت أميركا تتجاهل المصالح الروسية في يوغوسلافيا. ويسود اعتقاد أن سباق التسلح في المنطقة ستتسارع وتيرته خصوصا وأن الهند ترغب بذلك على أساس أن اقتصادها أقوى من الإقتصاد الباكستاني وربما يتحمل نفقات التسلح الصاروخي الباهظ ولم تخف المصادر الديبلوماسية الغربية التي تحدثت إليها "الحياة" من مخاوفها أن تكون الهند تسلك نفس السياسة التي اتبعها الغرب مع موسكو في حرب النجوم الأمر الذي أسقط الإتحاد السوفياتي. ولعل هذا ما يدفع الهند إلى رفض الإستجابة للطلب الباكستاني في الإتفاق على نظام التقيد الإستراتيجي. وهو ما أشار إليه أمس الناطق باسم الخارجية الباكستانية حين قال عرضنا تشكيل هذا النظام على نيودلهي إلا أنها لم ترد على طلبنا هذا. وما ضاعف من المخاوف الباكستانية عمد نيودلهي إلى إطلاق طائرة تجسس بدون طيار.