استبعد الرئيس المصري حسني مبارك عقد قمة عربية موسعة او شاملة في هذه المرحلة، ونفى ان تكون القمة الثلاثية التي جمعته في أبو ظبي امس مع رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين بحثت في عقد قمة موسعة، وإن كانت شددت على اهمية تحقيق التضامن العربي. ووصف مبارك القمة الثلاثية بأنها "لقاء اخوي"، وقال: "بحثنا في هذا الاجتماع علاقات التعاون بين دولنا والمشاكل على الساحة العربية وأكدنا مساندتنا الملك عبدالله". وذكر ناطق في ابو ظبي ان الاجتماع الثلاثي عقد بحضور الشيخ خليفة بن زايد ولي عهد ابو ظبي. وسبقه لقاء بين الشيخ زايد ومبارك الذي اكد ان المحادثات خلاله تناولت "كل القضايا العربية والدولية التي تؤثر علينا، ونحن متفقون على كل القضايا". واتفقت آراء المسؤولين الاماراتيين والمصريين والأردنيين على ان اعلان الدولة الفلسطينية حظي بالاهتمام في محادثات زايد ومبارك وفي القمة الثلاثية، اضافة الى الوضع في العراق وكوسوفو، والانفراج في ازمة لوكربي، وتوحيد الصف العربي. وأوضح وزير الاعلام المصري صفوت الشريف ان الرئيسين زايد ومبارك اكدا مساندتهما القرار الذي تتوصل اليه السلطة الفلسطينية في شأن اعلان الدولة. وفيما اشار ناطق اماراتي الى ان القادة الثلاثة ايدوا اي قرار تتخذه القيادة الفلسطينية، ذكر المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز ان تأجيل اعلان الدولة الفلسطينية "بديل مطروح" ولكن لا يمكن بت ذلك الا من جانب القيادة الفلسطينية بالتشاور مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية والأهلية الفلسطينية. وأوضح الناطق الاماراتي ان القادة الثلاثة عرضوا الأوضاع العربية والجهود المبذولة "لتصحيح الواقع العربي المؤلم". وزاد ان القمة الثلاثية بحثت كذلك المتغيرات الدولية وتطورات أزمة كوسوفو، وضرورة تخفيف معاناة الشعب العراقي، بالاضافة الى عملية السلام. ورفض الباز في تصريحات على هامش القمة تذرع اسرائيل بالانتخابات لتعطيل عملية السلام، وقال ان العملية "توقفت في شكل كامل، وعلى اسرائيل التزام تنفيذ الاتفاقات التي وقعتها بصرف النظر عن الاشخاص والحكومة التي وقعتها". ولفت الى ان القمة تنطلق من "ثوابت مشتركة" بين الدول الثلاث و"لم يكن مخططاً لها مسبقاً وليس لها جدول أعمال محدد". وأكد ان المحادثات الثلاثية ركزت على عملية السلام ولم الشمل العربي وتحقيق التضامن العربي، مشيراً الى ان القادة الثلاثة اعربوا عن ارتياحهم الى تعليق العقوبات على ليبيا والأمل برفعها عنها نهائياً. وقالت مصار مطلعة ان العلاقات الاقتصادية بين الامارات ومصر والأردن كانت محل بحث وتناولها في شكل تفصيلي الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء الاماراتي في اجتماعين منفصلين عقدهما امس مع رئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري ورئيس الوزراء الأردني عبدالرؤوف الروابدة. وحضر الشيخ زايد ومبارك والملك عبدالله المهرجان السنوي لسباقات الهجن العربية الاصيلة الذي اقيم مساء امس في ميدان الوثبة قرب أبو ظبي. وحضر المهرجان ايضاً عدد من كبار المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي.