استقبل آلاف الأردنيين الملك حسين الذي عاد الى عمان امس بعد علاج ناجحلسرطان الغدة اللمفاوية استمر ستة اشهر في الولاياتالمتحدة الاميركية. وشاركهم في الاستقبال امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيسان اليمني علي عبدالله صالح والفلسطيني ياسر عرفات، الذين غادروا امس. وتتوقع عمان وصول الرئيس المصري حسني مبارك. وكان الملك استبق عودته بتأكيد انه يعتزم اتخاذ اجراءات حاسمة تطال وضع البلاد وولاية العهد، وكرر في المطار وأمام مستقبليه حاجة الأردن "الى الكثير من العمل"، قائلاً "بين فترة وأخرى نحتاج الى اعادة تقييم الأوضاع ورؤية ما يتطلب عمله لتعزيز البلاد وجعل الناس يشعرون بأمان اكثر وبثقة اكبر في المستقبل". وفي القاهرة قالت مصادر مصرية مسؤولة ان مبارك سيتوجه الى الأردن لتهنئة حسين ولعقد محادثات تتناول عملية السلام على المسار الفلسطيني بعد تجميد الحكومة الاسرائيلية تنفيذ اتفاق "واي ريفر". ولم يستبعد مندوب الأردن لدى الجامعة العربية والسفير في القاهرة طراد الفايز في تصريح لپ"الحياة" ان يزور سلطان عمان قابوس بن سعيد الأردن اليوم. وفي معرض الرد حول احتمال عقد اجتماعات ثنائية او ثلاثية او موسعة قال الفايز ان "المشاورات بين القادة العرب في هذه الفترة مسألة مهمة باعتبارها تصب في مصلحة العمل العربي المشترك وتعمل على اذابة الخلافات القائمة بهدف الذود عن المصالح العربية". غير ان مصادر ديبلوماسية مصرية استبعدت عقد قمة عربية مصغّرة تشارك فيها مصر وسورية. وقالت لپ"الحياة" ان وزراء الخارجية العرب سيبحثون امكان عقد القمة في ضوء اجتماعهم التشاوري في القاهرة يوم 24 من الشهر الجاري. وكررت ضرورة الاعداد الجيد للقمة لأن "العبرة ليست بالاجتماع بل بما يسفر عنه". الا ان مصادر ديبلوماسية غربية في باريس ذكرت لپ"الحياة" ان عمان ستشهد عقد قمة مصغّرة بين المسؤولين العرب الذين قدموا اليها لتهنئة الملك حسين بسلامة العودة. من جهة ثانية، يتوجه اليوم الى عمان وفد اماراتي عالي المستوى برئاسة الشيخ محمد بن راشد المكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع لتهنئة الملك حسين. وسينقل الوفد تهاني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات ونائبه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وأعضاء المجلس الأعلى حكام الامارات. ويضم الوفد الفريق الركن طيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس اركان القوات المسلحة بدولة الامارات والشيخ عبدالله بن زايد وزير الاعلام والثقافة. اسرائيل وفي اسرائيل ابدى المسؤولون السياسيون اهتماماً بعودة حسين الى عمان. وقد رافقت تشكيلة من الطائرات العسكرية الاسرائيلية طائرة الملك حسين عندما اجتازت "اجواء" الدولة العبرية. وبعث كل من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو وزعيم حزب العمل المعارض ايهود باراك الى حسين بأحر "التهاني والامنيات بدوام الصحة والعمر المديد" على الهواء عبر الاذاعة الاسرائيلية باللغة العربية. ووصف نتانياهو عودة الملك بأنها "يوم عيد لنا جميعاً" وقال انه طلب من وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي بأن ترافق طائرات اسرائيلية طائرة الملك وهذا ما حدث بالفعل. ورفض نتانياهو في رده على سؤال تحديد موعد للقاء الملك حسين، ولكنه قال انه سيجتمع به "عندما يكون الوقت مناسباً". وتمنى باراك "طول العمر" للملك حسين معرباً عن سعادته بعودته. وأكد باراك على أهمية مساعي الملك حسين وجهوده في دعم المسيرة السلمية. وتابعت وسائل الاعلام الاسرائيلية الحدث الأردني باهتمام وقطعت الاذاعة الاسرائيلية برامجها الاعتيادية وبثت وقائع هبوط طائرة الحسين بصورة مباشرة.