أكدت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية الاميركية ما أعلنه الفلسطينيون منذ أشهر من ان "شهية" الحكومة الاسرائيلية بزعامة بنيامين نتانياهو قد فتحتها مذكرة واي ريفر للاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء مستوطنات يهودية جديدة فيها. ويتضح من الصور التي التقطتها الاقمار الاصطناعية الاميركية أخيراً ان اسرائيل أقامت 12 موقعاً استيطانياً جديداً منذ التوقيع على المذكرة بالقرب من واشنطن في أواخر تشرين الأول اكتوبر الماضي سبقتها اقامة ستة مواقع أخرى عشية التوصل الى هذا الاتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقالت مصادر اميركية ان واشنطن احتجت لدى حكومة نتانياهو على المواقع الستة الأولى وان الادارة الاميركية "فهمت ان هذه الخطوة لمرة واحدة ولن تتكرر". وأضافت المصادر ذاتها ان غضب الاميركيين ازداد حين اتضح لهم ان اعمال الاستيلاء على الأرض وقمم التلال الفلسطينية تجري من دون توقف منذ التوقيع على مذكرة واي. وكما أشارت "الحياة" في تقرير سابق عمدت اسرائيل الى اتباع استراتيجية جديدة لإقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية تتمثل في إرخاء الحبل للمستوطنين اليهود للاستيلاء على تلال تبعد كيلومترات عدة عن المستوطنات القائمة ونصب بيوت متنقلة فيها كخطوة اولى نحو اقامة مبان ثابتة عليها. وأبرزت الادارة الاميركية في هذا الوقت بالذات عمليات استيلاء اسرائيل على الأرض في اطار اتفاق فلسطيني - اميركي في ما يبدو يقضي بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية مقابل ان تؤجل السلطة الفلسطينية موعد اعلان الدولة العتيدة. واحتجت وزيرة الخارجية الاميركية ومساعدها لشؤون الشرق الأدنى مارتن انديك لدى كبار المسؤولين الاسرائيليين على عمليات التوسع الاستيطاني المتسارعة، واكدا ان هذه الاجراءات "تعيق التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين في شأن ارجاء اعلان الدولة" وفقاً لما ورد على لسان انديك نفسه خلال زيارته الأخيرة لاسرائيل. وتشير معلومات أوردها المكتب المركزي الاحصائي في مدينة القدس ان ارتفاعاً بنسبة 105 في المئة طرأ في بدايات البناء في المستوطنات في العام 1998، اذ تم البدء ببناء 3900 وحدة استيطانية مقابل 1900 وحدة سكنية عام 1997 و1680 في العام الذي سبقه. وأشارت مصادر اسرائيلية الى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية نتانياهو ووزير دفاعه موشيه ارينز صادقا في نهاية الاسبوع الماضي على سلسلة من العمليات الاستيطانية بناء على طلب رؤساء المجلس الاستيطاني في الضفة الغربية. وفي الوقت الذي لم تبين فيه المصادر تفاصيل هذه العمليات الاستيطانية، اشارت الى انها "تستهدف ايجاد امتداد اقليمي بين المستوطنات وتتضمن اقامة مزارع ومراع". وكان نتانياهو قال في لقائه مع قادة المستوطنات أول من أمس ان "اسرائيل تمر الآن في مرحلة تستوجب عملاً مكثفاً يستهدف تعزيز السيطرة اليهودية على الأرض من دون الإكثار من الحديث". وفي هذا الاطار، شرع مستوطنون يهود بإقامة نواة مستوطنة جديدة فوق أراضي قرية دير استيا في وادي قانا قرب مدينة نابلس واحضروا بيوتاً متنقلة ووضعوها وسط الوادي المزروع بالأشجار المثمرة. وامس عاد المستوطنون الذين أخلتهم القوات الاسرائيلية أول من امس من موقع استولوا عليه قرب بلدة سعير، شمال الخليل، الى المنطقة ذاتها. وفي منطقة بيت لحم، أكد رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأراضي خالد العزة ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي بدأت بتجريف أراضي "بانياس" التابعة لقرية الخضر المجاورة بهدف شق شارع استيطاني جديد لاستكمال الطوق الاستيطاني حول مدينة القدس من خلال ربط المستوطنات القائمة بشبكة طرق جديدة تحكم الطوق عليها من كل الجهات. وتبلغ الأراضي الزراعية التي يجري التجريف فيها نحو 610 دونمات. وقال العزة ل"الحياة" ان الاقمار الاصطناعية الاميركية "اكتشفت المستوطنات الجديدة لكنها لم تلتقط صور الشوارع الاستيطانية التي تقطع أوصال الأرض الزراعية".