القدس المحتلة - أ ف ب - وجه الفاتيكان امس تحذيرا الى السلطات الاسرائيلية بشأن مشروع بناء مسجد قرب كنيسة البشارة في الناصرة بشمال اسرائيل. واكد القاصد الرسولي المونسينيور بيترو سامبي لوكالة "فرانس برس" عقب لقاء مع ممثلي وزارة الشؤون الدينية الاسرائيلية في القدس: "لقد عبرت عن معارضة كافة المسيحيين لبناء هذا المسجد، وهو مشروع قد يسيء الى الاحتفالات المقررة في العام الفين". وذكر القاصد الرسولي بان جميع رؤساء الكنائس المسيحية في الاراضي المقدسة امروا في بداية الشهر الحالي باغلاق كنائس الناصرة لمدة يومين احتجاجا على العنف الذي يمارسه المسلمون ضد المسيحيين. واضاف: "واشير في هذا البيان الى اننا قد نلجأ مجددا الى هذا التدبير، وحتى الى توسيعه في حال الضرورة". وردا على سؤال عن احتمال الغاء مشروع زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى الاراضي المقدسة في العام المقبل قال المونسينيور سامبي "يجب الحفاظ على حس الواقعية وعدم المبالغة". وكان البابا اعرب عن امله بالحج الى مهد المسيحية مع انتهاء الالفية الثانية لكن الفاتيكان لم يحدد اي موعد بعد لمثل هذه الزيارة. ويتعلق النزاع بمشروع بناء مسجد على بعد عشرات الامتار من كنيسة البشارة. وكان رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسة، وهو مسيحي، يريد ان ينشىء في هذه الارض التي تبلغ مساحتها 1890 مترا مربعا موقفا للسيارات تحضيرا لاحتفالات الالفية الثانية بميلاد المسيح. اما المسلمون الذين اقاموا خيمة ضخمة على هذه الارض فيريدون بناء مسجد الى جانب ضريح الولي المحلي شهاب الدين. ويتوقع بمناسبة احتفالات الالفية الثانية وصول مئات الاف الحجاج المسيحيين الى الناصرة التي يبلغ عدد سكانها 60 الف نسمة، غالبيتهم من المسلمين، وتعتبر المدينة العربية الرئيسية في اسرائيل. وفي مطلع نيسانابريل الجاري نشبت صدامات عنيفة بين الطائفتين. واعرب المونسينيور سامبي عن اسفه لان "خمسين مسيحيا تعرضوا للاعتداء واحرقت سيارات ونهبت متاجر". وقال ان هذه التجاوزات هي من فعل "مجموعات صغيرة من المتطرفين الاسلاميين الذين يقومون بزرع البغضاء ومعظمهم لا يتحدر من الناصرة". واشار ممثل الفاتيكان ايضا الى انه قبل هذه الحوادث "تعرض العديد من المسيحيين للشتائم من جانب مسلمين وضعوا مكبرات للصوت على الخيمة التي يحتلونها من دون ان تقوم السلطات الاسرائيلية بأي عمل". واضاف: "خلال عيد الفصح الاخير، روى لي حجاج كاثوليك وارثوذكس عديدون كيف شعروا بالخوف خلال اقامتهم في الناصرة". وقال ايضا ان القرار حول كيفية استخدام الارض موضع النزاع والتي تعتبر جزءا من الاملاك العامة يعود الى الحكومة الاسرائيلية. ومضى يقول: "اننا لا نعارض بناء مسجد في الناصرة لكن ليس الى جانب الكنيسة لان هذا يزعج الحجاج"، مشيرا الى "وجوب عدم الخضوع امام العنف والقوة". واوضح المونسينيور سامبي ان البابا يوحنا بولس الثاني سيستقبل في الفاتيكان وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون في 26 نيسانابريل. وكان وزير السياحة الاسرائيلي موشي كاتزاف المكلف ايضا ملف الشؤون العربية قد اقترح في الاسبوع الماضي تجميد مشروع بناء المسجد الى كانون الثاني يناير من العام 2001، بهدف عدم عرقلة احتفالات الالفية الثانية. لكن الاعضاء المسلمين في بلدية الناصرة رفضوا هذا الاقتراح. ويؤكد المسلمون ان الارض عائدة الى الوقف الاسلامي.