… وفي بداية الأسبوع الرابع للحرب بين حلف شمال الأطلسي ويوغوسلافيا عادت السياسة، من بوابتي روسيا والأمم المتحدة، لتلعب دوراً. اذ عقد أمس اجتماع بين وزيري خارجية روسيا واميركا ايغور ايفانوف ومادلين اولبرايت هو الأول من نوعه على هذا المستوى بين البلدين منذ بدء العمليات. واليوم يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان المسؤولين الأوروبيين بعدما أعلن مبادرة للحل تشبه، في شكل حرفي تقريباً، الأفكار التي طرحها الأطلسي، وكان انان اردف مبادرته بابداء الاستعداد للعب دور، شجعه عليه الرئيس جاك شيراك راجع ص 6 و7. ولم يسفر"لقاء اوسلو" بين ايفانوف واولبرايت عن أي اختراق اذ احتفظ كل منهما بمواقفه. وفي حين أشار المسؤول الروسي الى تحقيق "بعض التقدم نحو حل ديبلوماسي" أكدت الوزيرة اصرار بلادها على ان يكون الأطلسي "صلب اي قوة لحفظ السلام". ورأى مراقبون في هذه الاشارة المتشددة تلميحاً الى استعداد اميركي لاشراك قوات من دول اخرى وتخلياً "غامضاً" عن "حصرية" التركيبة الأطلسية للقوة الدولية وبالتالي عن تفرد المرجعية الأطلسية. واذا كان من المتوقع بلورة المزيد من الأفكار في لقاءات انان اليوم فان التطورات العسكرية لا زالت تسبق المداولات السياسية بأشواط. وسجل يوم أمس التطورات الآتية: اولاً، تعرض يوغوسلافيا لأعنف قصف اطلسي منذ بدء الحرب، ثانياً، تسلل قوات صربية الى الأراضي الألبانية واحتلالها قرى ثم انسحابها بعد تهديدات اطلسية علماً ان بلغراد نفت التسلل، ثالثاً، اعلان بريطانيا ارسال مزيد من القوات البرية الى مقدونيا، رابعاً اتجاه واشنطن الى الموافقة على طلب قائد القوات الأطلسية في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك ارسال 300 طائرة مقاتلة جديدة، ويعني ذلك ارتفاع عدد الطائرات الحربية الى نحو الف. ويصل انان اليوم الى بروكسيل للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي الذي يعقده رؤساء دول الاتحاد الاوروبي وحكوماته. وتوقع ديبلوماسي اوروبي ان يطلب القادة الأوروبيون تفعيل الديبلوماسية الدولية، وقال ل"الحياة" ان البلدان الاوروبية "قد تعرض على انان فكرة إقامة محمية دولية" تضمن أمن عودة اللاجئين من دون ان تمس سيادة يوغوسلافيا على الاقليم.