نواكشوط - "الحياة" - حظرت السلطات الموريتانية أسبوعية "القلم" المستقلة بنسختيها العربية والفرنسية لمدة ثلاثة أشهر بسبب ما وصفته وزارة الداخلية ب"التخريب". لكن ثمة من يعزو السبب إلى نشر الصحيفة خبراً يمس علاقات الحكومة الموريتانية مع إسرائيل. وقال ناشر "القلم" حبيب ولد محفوظ ل"الحياة" إن وزارة الداخلية اتهمت الصحيفة ب"التخريب" من دون أي توضيح. وأعرب عن اعتقاده ان القرار جاء بهدف "تغييب الصحيفة في هذه الفترة التي تشهد إعلان اصلاح جديد للتعليم"، وهو الاصلاح الذي تتراجع السلطات بموجبه عن التعريب وتحل الفرنسية مكان العربية. غير أن محرراً في "القلم" أبلغ "الحياة" ان النسخة العربية من الصحيفة التي منعت السلطات توزيعها أمس وأصدرت قرار الحظر بناء عليها، تضمنت خبراً عن تعاون عسكري بين الحكومة وإسرائيل وحصول السلطات على 20 مليون دولار أميركي. يذكر ان إسرائيل تعد السلطات بتمويل مركز للدراسات السرطانية، وكان وفد طبي زار نواكشوط أخيراً وطرد من "المستشفى الوطني" الذي تملكه الحكومة. وحينما اعتقلت السلطة الممرض الذي طرد الوفد، قال في التحقيق إنه تصرف انطلاقاً من تعاليم القرآن الكريم. وتعتبر "القلم" من أكثر الصحف الموريتانية جرأة. وقد ضربت رقماً قياسياً في الحظر والمصادرة. وينظم العمل الصحافي قانون لا يسمح إلا بقدر ضئيل من الحرية ونصوصه قابلة لتأويل السلطة كلما دعت الحاجة، على رغم ان هناك قدراً من الحرية لا يستند إلى قانون المطبوعات.